أن الدولة تحملت إنتاج تكنولوجيا المفارم والمكابس لمنع الفلاحين حرق القش وحتى تمنع الدولة الناس من حرق القش أعطتهم حافز نقدي 50 جنيهًا للطن. مما وفر مليارًا و200 مليون جنيه،
يعود تصاعد أزمة قش الأرز إلى تسعينيات القرن الماضي؛ إذ اكتست سماء مصر بـ”سحابة سوداء” مثلت للبعض علامةً على اقتراب الساعة، أما بالنسبة لحكومات مصر المتعاقبة فقد مثلت مصدرًا لإصدار “قوانين ردع” تبدأ بغرامة تتراوح قيمتها بين 5 آلاف و100 ألف جنيه مصري، وتنتهي بالسجن مدةً لا تزيد على عام.
أوحت الأزمة لكثير من الباحثين المصريين بسلسلة لا تنتهي من الأبحاث والتجارب والإسهامات العلمية، بدايةً من صناعة الورق الأبيض والمبيدات الحشرية والمواد المضادة للأكسدة، والتي يمكن استخدامها في صناعة مطاط وإطارات سيارات أكثر قدرةً على التحمل، مرورًا بتصنيع مواد حافظة للخضراوات والفواكه، وانتهاءً باستخدامه في مختبرات “العمارة الخضراء” وإقامة “بيوت صديقة للبيئة”.
إن الكيمياء الخضراء تقوم على مبادئ، أهمها إجراء عمليات إنتاجية نظيفة، واستخدام مُدخَلات متجددة ودائمة للاستفادة من المخلفات عن طريق ابتكارات محدودة التكلفة. وفى ضوء هذه المبادئ
“إن فكرة تصنيع لب الورق من قش الأرز حصلت على دعم وتمويل من صندوق البحث العلمي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، ووقع الاختيار على إحدى المحافظات (رفض تسميتها) التي تزرع مساحات كبيرة من الأرز
وتعاني من آثار حرق القش. إن “الاستفادة من قش الأرز تحتاج إلى رواد أعمال وليس رجال أعمال؛ لأن رواد الأعمال يتمتعون بإمكانيات فكرية وعلمية مرتفعة، ولديهم استعداد لتنفيذ الأفكار الجديدة وتحمُّل المخاطرة، ولكن هؤلاء عددهم محدود جدًّا “لدينا تجارب مع رجال أعمال حضروا للمركز وتعاقدوا على تنفيذ بعض الأفكار على المستوى الصناعي، ولكن التجارب فشلت بسبب استعجال رجال الأعمال لجني الأرباح”.أن “الدولة تستطيع أداء دور رواد الأعمال في تحويل الأبحاث التطبيقية إلى واقع، وذلك من خلال الميزانية التي ترصدها سنويًّا لوزارة الصحة لعلاج الأمراض الناتجة عن حرق القش، والميزانية التي ترصدها لوزارة البيئة لمطاردة السحابة السوداء”.
حرق قش الأرز ينتج عنه ثانى أكسيد الكربون، غاز الميثان، أول أكسيد الكربون أكاسيد النيتروجين، ثانى أكسيد الكبريت، كميات كبيرة من العوائق الهوائية الملوثة، الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات، الفورمالديهايد، وكل هذه الغازات السامة تؤثر على مرضى الربو وأمراض الجهاز التنفسى بالإضافة إلى مرضى القلب والأوعية الدموية، ويصيب الأطفال بمختلف أمراض الجهاز التنفسى، وتصل التأثيرات من الأم الحامل للجنين مما يؤدى إلى حدوث بعض التشوهات
أن الحرق لا يزال قائمًا رغم الجهود، لان “هناك -في الوقت ذاته- صورًا إيجابية، منها التصنيع المحلي للمعدات اللازمة للتعامل مع القش مثل المفارم؛ إذ انتشرت الورش الصغيرة في عدة أماكن، وأنتجت مفارم صغيرة تناسب الحيازات الزراعية الصغيرة، ولا يتعدى سعر المفرمة 20 ألف جنيه، ومن الصور الإيجابية عودة الفلاحين للفرن البلدي واستخدام القش وغيره من المخلفات الزراعية مصدرًا للوقود، وذلك لمواجهة ارتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز، ووعي بعض الفلاحين وتعاونهم في جمع القش”. إن قش الأرز يمكن تحويله من سحابة سوداء إلى ثروة باستخدامه في تصنيع الأخشاب والورق وزراعة عيش الغراب، وتوليد الطاقة، وتصنيع طوب للبناء بخلط القش مع الإسمنت، وكل ما سبق توجد أبحاث علمية خاصة به ونفذته دول بالفعل،
ولكن تطبيقها في مصر يواجه صعوبات لأسباب تتعلق بالتشريعات، مثل كود البناء المصري الذي لا يعترف بالمخلفات، والتشريعات الخاصة بالطاقة وسياسات دعم الطاقة، وتداخُل الاختصاصات بين الجهات التنفيذية والعلمية، ومن هنا تأتي أهمية إقامة مهرجان قش الأرز سنويًّا، وتحديدًا في نهاية شهر نوفمبر، بحيث تلتقي من خلاله كل الأطراف الفاعلة، ممثلةً في المزارعين والباحثين ورجال الصناعة والمستثمرين”.
اعلنت وزارة البيئة عن ملامح الخطة التنفيذية لمواجهة ظاهرة نوبات تلوث الهواء المتوقعة لعام 2016 والمعروفة بظاهرة (السحابة السوداء) بالتعاون مع وزارات التنمية المحلية والزراعة والداخلية ومحافظات الشرقية والغربية وكفر الشيخ والدقهلية والقليوبية والبحيرة، حيث تتضمن العمل على اربعة محاور تتمثل في عدد من الإجراءات لخفض معدلات الحرق، وخفض انبعاثات غازات هواء إقليم القاهرة الكبرى، والتوعية والإعلام، والمتابعة والرصد، بالإضافة إلى تنفيذ الحملات الاستباقية للحد من الانبعاثات الناتجة عن الانشطة الملوثة.
وتنقسم أسباب الظاهرة الى اسباب تتعلق بالعوامل الطبيعية سواء الظروف الجوية او الطبيعة الجغرافية والديموجرافية للقاهرة الكبرى ، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بالوضع الراهن ومنها إدخال أنواع جديدة من شتلات الأرز يتولد عنها كميات كبيرة من القش، وعدم الالتزام بالمساحات المنزرعة المحددة بقرار السيد وزير الرى، مما يمثل تحدياً يتطلب زيادة معدات الجمع والكبس، وزيادة عدد المواقع المخصصة للجمع والكبس ، وزيادة عدد فرق العمل الميدانية للسيطرة على الحرائق، وزيادة المتطلبات لتدوير قش الارز وتحويله لأسمدة واعلاف ، والتوسع فى استخدام التكنولوجيا الحديثة فى المتابعة والرصد.
المحور الأول: جهود خفض معدلات الحرق من خلال:
تشجيع إعادة استخدام المخلفات الزراعية ( سماد – أعلاف) من خلال زيادة الكميات المستهدفة لبروتوكول تدوير المخلفات الزراعية من 150 الف طن فى 2015 االى200 الف طن وذلك بزيادة 50 الف طن عن العام الماضي (33%)، ودعم عمليات الجمع بالتعاقد مع متعهدي جمع ونقل قش الارز بالمحافظات لزيادة الكميات المستهدفة للجمع من خلال المتعهدين من 160 الف طن خلال 2015 الى 300 الف طن قش ارز بزيادة 140الف طن عن العام الماضي بنسبة (87%) واستكمال التعاقد مع شركة إيكارو بمحافظة الدقهلية والمستهدف 50 ألف طن مخلفات زراعية ( قش أرز – حطب درة و ko koقطن ) بزيادة قدرها 38 الف طن عن العام الماضى بنسبة (310%).
كما تعمل وزارة البيئة على توفير معدات جمع وكبس ونقل قش الارز، حيث وصل اجمالى عدد المعدات التى اتاحتها وزارة البيئة للعمل بالمنظومة 2016 عدد 785 معدة بزيادة 225 معدة عن العام السابق ،بالإضافة إلى الاستمرار في برنامج تمويل متعهدي جمع المخلفات الزراعية من خلال البرتوكول الموقع بين وزارة البيئة والصندوق الإجتماعي للتنمية ، والعمل على توفير تمويل شراء معدات للجمع والكبس والفرم والنقل للمخلفات الزراعية بكافة أنواعها من خلال استكمال بروتوكول الصندوق الإجتماعي للتنمية (إجمالي مبلغ التمويل 30 مليون جنيه – مرحلة أولى بحد أقصى 2 مليون جنيه لكل متعهد بفائدة 4% مقطوعة وفترة سداد خمس سنوات) على أن تقوم وزارة البيئة بدفع 35 جنيه لكل طن يتم تجميعه من قش الأرز، وكان السيد رئيس الجمهورية قد أصدر توجيهاته الي صندوق (تحيا مصر) بتحمل الفائدة عن المنتفعين من تمويل الصندوق الاجتماعي حيت تم بالفعل تنفيذ ذلك، بالإضافة إلى خلق طلب فعلي للمخلفات الزراعية من خلال استكمال برتوكول تعاون بين وزارة البيئة وشركة لافارج للأسمنت لتسهيل التعاقد بين متعهدي جمع المخلفات الزراعية وشركة الأسمنت ليقوم المتعهدين بتوريد كميات من مخلفات زراعية سنوياً لمصانع الأسمنت لإستخدامها كبديل للطاقة وذلك لتوفير طلب فعلي للمخلفات الزراعية.
المحور الثاني (خفض انبعاثات ملوثات الهواء من المصادر الاخرى):
التحكم في الإشتعال الذاتي للمقالب العمومية والعشوائية بالتنسيق مع شرطة الحماية المدنية للسيطرة الفورية علي مواقع الحرق المكشوف، وشن حملات متابعة ليلية لمواقع التراكمات والحرق المكشوف بالتنسيق مع شرطة البيئة والأجهزة المعنية بالمحافظات، وتوفير نقاط ثابتة للشرطة داخل مواقع المقالب والمدافن الصحية خلال الفترة من 1/ 9 إلي 2016/11/15، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون مع الهيئة العربية للتصنيع لعمليات الفرد والتسوية والتغطية للحرائق بالقاهرة .
مكامير الفحم بالتنسيق مع المحافظات لاستصدار قرارات بشأن وقف أنشطة مكامير غير المطورة من 1/ 9 حتي 15/ 11/ 2016. مع سرعة البدء فى تنفيذ منظومة تطوير مكامير الفحم واحلالها بنظم اقل تلوثاً.
مصانع الطوب بالتنسيق مع أصحاب مصانع الطوب لتنفيذ إجراءات الحد من الانبعاثات مثل (صيانة الولاعات – إضافة محسنات للوقود).
الصناعات الصغيرة والمتوسطة بالتنسيق مع المحافظات لاستصدار قرارات بشأن تنظيم عمل المسابك والمحاجر والكسارات من السابعة صباحاً إلي الخامسة مساءاً.
الصناعات الكبرى من خلال عقد لقاءات تنسيقية مع المسئولين بالمنشآت الصناعية لتنظيم العمل وتنفيذ إجراءات الحد من الانبعاثات، وإلزام الشركات الصناعية بتنفيذ إجراءات دورية لمنع تراكم المخلفات الصناعية والأتربة داخل المنشآت، وإلزام شركات الأسمنت باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الأتربة الناتجة عن المحاجر وأتربة الباي باص، بالإضافة إلى تنفيذ حملات تفتيشية مسائية بالتنسيق مع شرطة البيئة لتخفيف الاحمال والحد من الإنبعاثات.
عوادم المركبات من خلال:
برنامج فحص عادم اتوبيسات هيئة النقل العام يتضمن تنفيذ عدد 150 حملة بواقع حملتين يوميا بالجراجات. بزيادة بلغت 100% عن العام السابق. وبرنامج فحص عادم المركبات على الطريق حيث سيتم تنفيذ عدد 1000حملة لقياس عادم المركبات علي الطريق بالقاهرة الكبري والدلتا بنسبة زيادة بلغت 35% تقريبا عن العام السابق 2015 بالتعاون مع شرطة البيئة والادارة العامة للمرور ، بالإضافة إلى برنامج فحص عادم المركبات على الطريق بالفروع الإقليمية بتنفيذ حملات لفحص عوادم المركبات بمحافظات : الدقهلية – الغربية – المنوفية – كفر الشيخ – الشرقية – البحيرة .
محطات الطاقة : الاعتماد على الغاز الطبيعي وفي حالة إستخدام المازوت يتم التدقيق في عمليات الحرق واستخدام الفلاتر لتخفيض حجم غاز ثاني أكسيد الكبريت
المحور الثالث ( التوعية والإعلام):
دمج قضية نوبات تلوث الهواء الحادة ضمن البرامج الحوارية بالتليفزيون والفقرات المفتوحة في البرامج الإذاعية. و اعداد نشرة بيئية اثناء فترة مواجهة السحابة السوداء تذاع خلال نشرة الساعة التاسعة علي القناة الاولي، وعرض مؤشرات تشمل توقعات بمستوى التلوث وبيانات الرصد وتحذيرات من حرق قش الأرز والإجراءات التي يجب إتخاذها، بالإضافة إلى عقد ندوات بالمحافظات من خلال الفروع الإقليمية في مجالات التعامل الآمن مع المخلفات الزراعية وتستهدف المزارعين والجمعيات الاهلية، كما سيتم تنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية بالتنسيق مع الإرشاد الزراعي للاستفادة من المخلفات الزراعية في انتاج الإعلاف والاسمدة العضوية، اعداد نشرات وملصقات في مجال التعامل الأمن في المخلفات الزراعية وطباعة الكتيبات الخاصة بتدوير المخلفات الزراعية، الاستفادة من دور العبادة في المحافظات المعنية للتوعية بأضرار حرق قش الارز ، تنفيذ حملات للتوعية من خلال مكبرات الصوت بالمحافظات المعنية
المحور الرابع (المتابعة والرصد):
شبكة رصد ملوثات الهواء المحيط
يوجد عدد 90 محطة رصد لملوثات الهواء المحيط على مستوى الجمهورية 50 % من هذه المحطات تقيس تركيز ملوثات الهواء لحظياً متصلة مباشرة بغرفة العمليات المركزية لإتخاذ الإجراءات الفورية في حال زيادة تركيزات الملوثات.
شبكة القومية لرصد الملوثات الصناعية
عدد الشركات المتصلة بالشبكة 44 شركة بإجمالي عدد 184 نقطة رصد لرصد الملوثات الصادرة من المداخن لحظياً ( 24 شركة اسمنت – 10 شركة أسمدة – 4 شركة بتروكيماويات – 2 شركة حديد وصلب – 3 شركة كهرباء – 1 شركة سيراميك)
التكنولوجيا المستخدمة فى إدارة أزمات تلوث الهواء
استخدام أجهزة التتبع لمراقبة وتوجيه سيارات حملات المرور على مناطق زراعات الأرز، وتزويد السيارات بجهاز يحتوى علي ” GPRS” عالي الدقة يتواصل عبر شريحة موبايل ليعكس تحركات السيارات، وتتبع و تحديد مواقع السيارات على الخريطة لسهولة معرفة اماكن تواجدها ومتابعة خط سيرها في نطاق عملها وتوجيها مباشرا لأماكن الحرق من خلال غرفة العمليات لتحقيق الإستخدام الأمثل للسيارات المشاركة في عمليه المراقبة، واعادة توزيع السيارات طبقا للمتغيرات التى تطرأ على ارض الوقع طبقا للبيانات والمعلومات الواردة الى غرفة العمليات.
شكاوى المواطنين
يتم تلقي شكاوي المواطنين من خلال الخط الساخن 19808 وعبر الفاكس والبريد الالكتروني وكذلك موقع بوابة الشكاوي الحكومية و موقع وزارة البيئة وموقع التواصل الاجتماعي ، ويتم تحليل الشكاوى والبلاغات الواردة لمعرفة اكثر المحافظات والقرى تضررا من هذه الظاهرة،والتنسيق المستمر مع إدارة الدفاع المدني والحريق لسرعة التعامل مع هذه الشكاوى وذلك لسرعة التعامل معها وإزالة أسبابها.
وتقوم وزارة البيئة بتنفيذ عدد من الحملات الاستباقية قبل البدء في المحاور التنفيذية للخطة للعمل على تحقيق الهدف المنشود والتقليل من تركيزات الملوثات في الهواء حيث يتم تنفيذ حملات استباقية على بعض بؤر التلوث (والتى تؤثر بشكل كبير على جودة الهواء ) مثل (مكامير الفحم بالقليوبية أجهور الكبرى والصغرى – حرق الكاوتش بميت الحارون زفتى غربية ذلك بالاشتراك مع شرطة البيئة والمسطحات والمحافظات المعنية ، وعقد اجتماعات مع الصناعات الكبرى ( الاسمنت – الحديد – الكوك – …..) لخفض الاحمال اثناء نوبات تلوث الهواء الحادة ، وتنفيذ حملات على الحرق المكشوف للمخلفات الصلبة على طول الطريق الدائري بمشاركة شرطة البيئة والمحافظات ، وتنفيذ حملات على الطريق لفحص عادم السيارات واتوبيسات النقل العام بالجراجات، وتنفيذ حملات توعيه للفلاحين بالتنسيق مع الإرشاد الزراعى بمخاطر حرق المخلفات الزراعية.
دكتور القانون العام والاقتصاد
وخبير امن المعلومات
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الإنسان