كتبت: سامية الفقى
شهدت فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الاحتفال بيوم السلامة العالمي والذي تنظمه نقابة المهندسين المصرية على مدار ثلاثة أيام إلقاء عدد من المحاضرات في مجال السلامة والصحة المهنية ألقاها عدد من المهندسين والاستشاريين المعنيين بهذا المجال .
وكانت أولى محاضرات اليوم الأول والتي حملت عنوان “سلامة العمليات” والتي ألقاها المهندس عبدالخالق عياد- رئيس لجنة الطاقة بمجلس الشيوخ جاء فيها أن مع تعقد الحياة وتطور البشرية زادت طموحات الحاجة وتنوعت الرغبات حيث طور الإنسان وسائله ليتعامل مع أوزان وأحجام وآلات ومواد طبيعية ومواد مصنعة، يعجز فهمه وقدرته الجسدية على تحمل مخاطرها وما قد تسبب له من أضرار تصل إلى حد فقدان حياته.
وأشار عياد أن المؤسسات وجدت بالحساب أن السلامة هي الكفاءة وأن الكفاءة تعني التفوق والإنجاز والإنتاج وتعظيمه والتوفير الأعظم لبنود التكلفة حيث لم تعد السلامة هي التأكد من وجود قواعد السلامة معلنة وأدواتها متوفرة وبرنامجها إنجاز في تقرير ومقارنة لأرقام سابقة وحالية، ولكن مؤشرات واضحة المعالم بالرقم في النتيجة النهائية للعمل، وأصبحت السلامة مراقبة سلوك العامل وحركته وردة فعله في موقع الإنتاج عند حدوث الخطر.
كما أكد أن السلامة أصبحت فعل يدرب عليه العامل وليس رد فعل مطلوب منه، كما أصبحت تدريبًا على أسس علمية والجانب الأكاديمي منه يتعلق بظروف العامل نفسه (الاجتماعية، والبيئية، وتعليمه الأولي، وشخصيته، وفكره، ووعيه وإدراكه بالفراغ حوله)، أما الجانب العملي فهو التدريب في ظروف متشابهة ومحاكة لواقع متوقع حدوثًا ثم دراسة النتائج بدقة.
كما شهد اليوم محاضرة بعنوان “أساسيات السلامة في الصناعة” ألقاها أ.د. حسن عبدالمنعم فرج أستاذ بجامعة الإسكندرية، تناول فيها التعريف ببعض أساسيات السلامة في المصانع البتروكيماوية، ومعامل تكرير البترول مثل مبدأ الاحتواء، وفكرة عمل صمام الأمان للمفاعلات التي تعمل تحت الضغط، وكذلك خطورة زغب القطن داخل عنابر الغزل وكذلك تبخر المواد العضوية الضارة في مصانع إنتاج المنتجات البلاستيكية، إضافة إلى عرض بعض الحالات الدراسية المتعلقة بمشاكل الانفجار أو الاشتعال في المصانع سابقة الذكر.
وفي محاضرة بعنوان “منظومة الإطفاء التلقائي بالخرطوم الحساس” والتي ألقتها المهندسة هدى صابر- استشاري السلامة والصحة المهنية، ألقت خلالها الضوء على وسائل تأمين خلايا الجهد المتوسط بالخرطوم الحساس بالبودرة الجافة وكذلك الغاز، حيث أشارت إلى أن غاز ثاني أكسيد الكربون غير معظم المواد ولا يترك أي أثر أو آثار ضاره بعد إطفاء الحرائق، كما أنه يعد مناسبا لإخماد الحرائق التي تسببها اشتعال أو احتراق مختلف المواد الصلبة والسائلة وحرائق الغاز التي يمكن أن تخفض إمدادات الغاز قبل إجراء الإطفاء.
كما أوضحت “صابر” أن ثاني أكسيد الكربون وسيلة من وسائل إطفاء النيران له بعض الخصائص مثل أنه غير جيد التوصيل، وعديم التلوث، كما أنه قد اثبت كفاءته في الإطفاء بالإضافة إلى انخفاض .
وأضافت.. يتألف نظام إطفاء الحريق التلقائي بغاز ثاني أكسيد الكربون المضغوط آليا من (كاشف الحرائق، ومتحكم في الإنذار بالحريق، والجهاز الثابت لإطفاء الحريق، وخط أنابيب, وخرطوم) وهذا النظام مصمم كوحدة نظام آلية مستقلة أو وحدة نظام توزيع مجمعة وذلك وفقا لمتطلبات المستخدم.
كما كان “للتحول الرقمي في السلامة” نصيب في محاضرات اليوم الأول حيث ألقت المهندسة مي عمر- استشاري تكنولوجيا المعلومات، محاضرة في هذا المجال ألقت فيها الضوء على التعريفات الخاصة بالتحول الرقمي وما قامت به جمهورية مصر العربية لتطبيق وتنفيذ التوجيه الرئاسي الخاص بالعمل بالرقمنة، حيث كان أهم هذه التعريفات الحفاظ على العامل البشري من خلال استخدام أدوات وتقنيات رقمية للحد من حدوث كوارث أو مخاطر حفظًا للمنشآت العامة وأماكن العمل والمصانع بشكل خاص.
كما تطرقت “عمر” إلى تقنيات إنترنت الأشياء الصناعية وأهم محدداتها، وكذلك الحوكمة الرقمية اللازمة للعمل بشكل رسمي وخصوصًا فيما يتعلق بربط مراكز التحكم الداخلية بهيئة الحماية المدنية.
من جانبه ألقى أ.د. مصطفى سالم الأستاذ بجامعة الإسكندرية محاضرة حملت عنوان “السلامة القائمة على السلوك” أشار فيها أن معظم الشركات تتكلف مبالغ كبيرة نتيجة إصابات أحد أفرادها حيث أن أكثر من 80% من الحوادث تحدث نتيجة السلوك الإنساني.
وتطرق “سالم” في محاضرته إلى مفاهيم السلامة موضحًا أن نسبة 86 ألف إصابة تحدث بسبب تصرفات وسلوكيات شخصية، مبينًا أن السلوك الإنساني الآمن يعد أداة جيدة لتجميع المعلومات عن مدى جدوى نظام السلامة الموجود بالمكان من خلال سلوك الفرد، وأن سلوك العاملين هو سبب أغلب الحوادث ويعكس ثقافة الصحة والسلامة بمكان العمل على جميع المستويات، مؤكدًا على أن السلوك الآمن وسيلة فعالة لمنع وقوع الإصابات والحوادث.
واختتمت فعاليات اليوم الأول من مؤتمر السلامة والصحة المهنية بإقامة محاضرة حملت عنوان “المخاطر والسلامة فى الأماكن المغلقة” ألقاها المهندس ربيع عبدالمؤمن شلبي- مهندس بجماعة المهندسين الاستشاريين، جاء فيها أن آلاف من العاملين يتعرضون للوفاة أو الإصابات أثناء العمل داخل الأماكن المغلقة نتيجة لعدم أخذ احتياطات السلامة وتأمين بيئة العمل المحيطة بهم.
وأشار “شلبي” أن هناك أماكن مغلقة تحتاج إلى تصريح عمل لدخولها منها (أنابيب المجارى- وخزانات البترول، وصوامع الغلال – والآبار، وحاويات السفن- والأنفاق، والخزانات الأرضية- والحفر، والغلايات، وخطوط الأنابيب، والفلاتر الكهربائية لمصانع الأسمنت) حيث تكمن مخاطر العمل فى الأماكن المغلقة فى نقص أو زيادة نسبة الأوكسجين، ومخاطر الاشتعال، والغازات السامة، والمخاطر الكميائية والكهربائية نتيجة الحركة غير المتوقعة للمعدات الميكانيكية داخل المناطق المغلقة قد تتسبب فى وقوع إصابات، وتفريغ الشحنات الكهربائية من المحركات الكهربائية داخل الأماكن المغلقة، ووجود حشرات وزواحف بالأماكن المغلقة، والضوضاء العالية، ومخاطر الانزلاق والتعثر والسقوط، والإضاءة غير الكافية، وعدم استخدام معدات وآلات العمل السليمة، إضافة إلى محدودية المداخل والمخارج للمكان المغلق