اصبحت التكنولوجيا ظاهرة لايمكن تغافلها او التغافل عن اهميتها الحياتية والعلمية لسنوات طويلة ارتبط تطور التكنولوجيا بتطور الصياغات الفلسفية لنظريات العلم وبنيته .
ولكنها فى النهاية اصبحت اداة فى يد التغول الراسمالى على حساب القيمة والمعنى والهدف والرسالة والقيم الانسانية الاساسية .واصبح العلم ونظرياته والتعليم واسسه القيمية اداة طيعة فى يد التكنولوجيا وليس العكس
وحبن تتحول الظاهرة فى مجملها الى عملية اغتراب حقيقي عن الجوهر الاصيل للانسان يجب ان نتوقف قليلا عند تلك المخاطر
ان عملية التعليم فى حد ذاتها ليست فى نقل الخبرات المتراكمة بين الاجيال بل تضمن ايضا عملية نقل القيمة والمعنى والرسالة والتواصل الفعال ..وحينما يتم التغافل عن تلك العملية لصالح ادوات التواصل التكنولوجية تفقد تلك العملية اهميتها وحيويتها .
حين يصبح الهدف من عملية التعلم هو مجرد شهادة مختومة بختم النسر مثلها مثل الناتج الراسمالى فى حساب فائض القيمة ونسب التضخم ونسب اجمالى الناتج المحلى وكلها على ارض الواقع لاتمس حاجة الانسان واحتياجاته ولا تتعلق بها او تتماس طرديا معها .
ان التطور الاجتماعى الذى يمر به مجتمعنا يحتاج منا لدراسة افق مخاطر ارتباط التكنولوجيا بالراسمالية فى مجال التعليم .
ان المجتمع الذى يعانى من مخاطر الفقر لابد ان يعى تماما اهمية الحاجة الى التعليم الجيد وليس الى وسائط التعليم التى لاتعدو كونها اداة لنقل مصادر العلم والمعرفة .
لاشك ان عملية التحول التكنولوجى فى مجال التعليم لها اهميتها فى نطاق العلم ذاته واعنى هنا من يقوم بعملية التعليم . فى اطار اتاحة مصادر العلم الاساسية فى كل المجالات العلمية ولكن ان تصبح التكنولوجيا اداة لتغربب الطالب عن الاستاذ .
والاسرة عن الطالب .والطالب عن المجتمع العلمى
وان تصبح المقررات العلمية مجرد فايل على لاب او موبايل او اى وسيط اخر هنا تكمن المخاطر الحقيقية فى عملية نقل القيمة التى هى اشد اداة فى معارضة التحول الراسمالى المتوحش .واستخدام راس المال بوفرة فى عملية التحول نحو راسمالية التعليم . هذا الاستخدام كان على وعى تام بحاجة المجتمع الى التعليم ولذا كان التوسع فى انشاء مؤسسات التعليم المختلفة .
ولعل هذا ما ادركته الدولة فسعت الى التوسع فى انشاء جامعات تكتولوجية تخدم المجتمع الصناعى مباشرة . او انشاء جامعات اهلية منبثقة عن الجامعة الام لضمان جودة تعليمية مقبولة وتوفر فرص تعليمية لمن لدية قدرات مالية مقبولة من الطبقة الوسطى .
وهذا لا يعنى ان يظل الطموح فى تأسيس التكنولوجيا وفرضها بقوة هو الهدف والرسالة بقدر ما يعنى ان نعمل جميعا على الاهتمام بجوهر العملية التعليمية ذاتها . التى تحمل فى طياتها جوانب انسانية عميقة .
كاتب وناقد
كلية الاداب جامعة بنها
السلام عليكم
