كنا نعد للغُرماء عداً، بنجومٍ مصرية تُنير سماوات العالم شرقاً وغرباً، فكيف أفلّت النُجوم، وأصبحت أشباحاً كالصّريم…
فيما مضى من أزمنةٍ ليست ببعيدة، كانت الشخصية المصرية عند التنافس مع الخصوم لا تقنع بغير النجوم، تمثلاً في أبيات المتنبي [ إذا غامرت في شرف مروم – فلا تقنع بما دون النجوم – فطعم الموت في أمر حقير – كطعم الموت في أمر عظيم ] …
والآن تبخرت الحمية المصرية، وصارت الأمثولة النخبوية غير جديرة بالمقارعات التنافسية في كافة المحافل الدولية… بل ولا ترقى للتمثيل المصري في أدنى صعيد…
هل أصبح السفراء المصريون غير جديرين بالتمثيل المشرف؟ أو أن بعضهم قد عفا عليه الزمن، فأثخنه الوهن؟
أرى في المنحيين تجسيداً لواقع الحال، فلم نعد نفتخر إلا بالنزر اليسير من أبناء هذا البلد الأمين كمثل مجدي يعقوب… فغير مواطن الأمن القومي لا يكن للفخر قدماً ولا مغرماً، وغير النجباء والأمناء والسدنة لسمعة مصر خارجياً لا يكون مأملاً ولا معولاً…
كانت هذه الديباجة المقتضبة تنديداً لخطل أحد الاعتباريين المعنيين بالقيادة والقوامة، الذي أضحى يتخبط عشواء على غير هدي لا مهني ولا مسؤولي مع نظيره المذيع الأمريكي…
زاهي حواس سكت دهراً متوارياً ونطق على حين غرة مهرطقاً، فأطلق العنان لهمزه ولمزه ونقده وزجره…
ليس هكذا يكون سفراء مصر في مواطن الفخر والسمو، أمثلة دون حصر : شوقي، العقاد، الرافعي، المنفلوطي، سعد الدين الشاذلي، أبوغزالة، أحمد زويل، محمد غنيم، مجدي يعقوب…
