منذ دهر ووجع…….
وهى تتدثر عباءة الصبر…….
ترتقي منصة السكوت……
وتجلس ساهمة……
…..ترقب الآوان
وخيول الوقت تركض فوقها…….
تثير زوبعة التعجب……
حين تدهسها غير عابئة بضجة تعصف بها…….
…..رغم خارجها الهادىء
ولأن الوقت جاحد مارق…….
يسوس خيله بسيف بتار…….
ولأنها تتحين آوانا لشمسها المخبأة…….
لم تدرك كرّ اللحظات كخيط ناري……
ولم تعي أنّىَ تدور حولها……
تتشرنق بها حين الركض……
تقيس قُطر الزمن الراكد فيها……
وتنسل خيطا خيطا من ملحفة الصبر ……
وتخط بياضا في مفرقها……
تنقش تجاعيد الصمت المغروس بعمق……
في ليل أسدل ستر العتم على كوكبها…….
…..وعلقها مدارا في وجه الريح
تنهشها عقارب زمن الغاب……
وكزحف النمل على جُرح نازف……
تمضي الأيام ال تتكاثر كبريد مغلق……
تتنظر لقاء مفعم بالشوق لتنثال رسائل نبض أجهده التيه……
وتظل تمر الايام…..تتراكم كغبار فوق رفوف الروح
ولا ملمح ينبىء عن قادم يحمل موعد فرح……
يخبىء لهفات من عهد الجمر……
…..وعناقا عتقه الوجد
قلبا يملك مفتاح الحلم المرسوم بعينيها……
…..ولغة لا تعرف حزن
وصوب التيه يسدد قوسه…….
ينزع عنها أصفاد الغربة ……
ويحررها من أسر بكاء ياكم باتت يجلدها حدّ الموت……
ياكم نزع الروح أنين اليتم……
وياكم تهفو سنابلها لقطاف الحب……
تتأمل أفقا سيجه الفقد …..
…..تتلمس ظلا فوق الدرب المنسي
لا شىء يلوح ….. لا قمر يطل
وكأن الحزن لصوص اعتادت نهش خزانة عمر الورد……
ووحيدة تقاوم ….. تتساقط ألما
تنتبه لأعوام منهوبة……
ولحقل الأوهام تذروه الريح هشيما……
وأجدها ……
….. كخيال مآته لا يملك حق الحلم
لا يملك نبضا يحييه ……
هو محض خيال بخيالٍ …….
…… والوقت نسور ضارية
والعمر يمر ….. يسلمنا لرخام بارد
وشواهد أنّا مررنا من باب المولد لبيبان الموت……
فبأي حديث احكي غربتها……
أحكي قهر الزمن ال يتشربها حدّ الموت ……
….. وهى لم تولد بعد !!