نشر على أحد صفحات شبكات التواصل الاجتماعى اعلان زواج فريد من نوعه ومضمونه وغير متعارف عليه فى مجتمعنا العربى وهو قيام طبيب وطبية عروسان من دولة الأردن بعدم إقامة أى شكل من أشكال الحفلات المتعارف عليها والتبرع بقيمة حفل زفافهما صدقة سرية بإقامة غداء لخمسين فردا من الأيتام والفقراء ولا يحضره حتى العروسين وأهلهما نفس الوقت دعا العروسان إلى عدم قبول أى مبالغ مالية مهداة لهم بمناسبة زفافهما والمسمى بالنقوط رغبة منهم أن يمر زواجهما مرورا سهلا على كل الاقارب والاصدقاء والأحبة دون تكاليف تتعب كاهلهم أو تقطع من أرزاقهم وأوقاتهم لأن الناس وأبناؤهم أولى بأموالهم منهم فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الحالية
فهل يأتى الوقت الذى تكون فيه أفراح الزواج فى المجتمع العربى بهذا الشكل التكافلى الاجتماعى والذى يشعر فيه الغنى والمقتدر بحاجة الفقير ومحدودى الدخل الماسة الى المال لمواجهة المعيشة الصعبة من توفير الغذاء الأساسى لأسرته او العلاج او لمساعدتهم فى تكاليف تعليم أولادهم وذلك بدلا من نشاهده الآن من أفراح يتم الإنفاق عليها الملايين من الجنيهات لإقامتها فى الفنادق الفاخرة واستجلاب أعلى المطربين والمطربات أجورا لإحيائها وإقامة الموائد بما لذ وطاب من أغلى الأصناف والأنواع وذلك للتفاخر والتباهى وإظهار الوجاهة الاجتماعية وأحيانا بعد كل هذا الإنفاق المهدر يكون عمرا الحياة الزوجية قصيرا ويفترق العروسان
ولابد من الآن على كل القادرين المقبلين على الزواج وأسرهم الاقتصاد فى مصاريف إقامة أفراح الزفاف وتوجيه جزء من الاموال التى كانت مخصصة لها لإعانة المحتاجين والمتعثرين حتى يبارك الله فى حياتهم الزوجية ويرزقهم الذرية الصالحة ولا يهتموا بكلام الناس وتعليقاتهم لأنه كما معروف ان عواجيز الفرح سوف يتكلمون بالسلب مهما كان وحتى يتخلص المجتمع العربى من ثقافة مظاهر الترف الزائفة فى الأفراح والتى كان قد تم التخلص منها إجباريا خلال السنتين الماضيين بسبب جائحة كورونا والتخلص أيضا من مظاهر إقامة سرادق العزاء المبهرة وإحضار أغلى المقرئين كنوع من الفشخرة الكاذبة والتى لا تفيد الميت فى قبره ولكن يحتفل ويتباها بها اولاده واقربائه امام الناس ولا حتى يفكرون لحظة فى اخراج اى صدقة جارية على روحه والتى هى غالبا تكون من أمواله ورثها