أما_بعد..
ولم تعد فكرة الغياب مخيفة كذي قبل..
وذلك الفراق أيضا..
لم يعد مؤلما بعد تلك المرة الأولى..
صارت الوجوه شاحبة..
، والذكريات صاخبة..
وإرث الحسرة لعنة أبدية..
تطاردك كما شبح لا يكف ولا يرجع..
وتفزعك كلما حللت تطلب مستراحا..
فمتى كان موات القلب تحييه محاولات على سبيل المجاملة؟!..
أولئك الذين علمونا حرقة الدمعة الأولى..
، ومرارة الخيبة الأولى..
، وغدر الطعنة الأولى..
وحماقة الاندفاع الأول، والتعمق بعيدا لما بعد قاع لا تعلم متى تنتهي دركاته..
والأصل وهم كبيييير..
لم يكن بالأصل شيئا ولكنه الخيال الكافر لا سامحه الله وقد أودى بك ذات لهفة..
فلماذا تلوم السراب كثيرا؟!..
متى وعدك أن يصير ماءً؟!..
الخيبة في عينيك وقد أرمدهما طول العطش..
كان حريا بك أن تعلم، أن توقن أنك مهما سرحت بعيدا حتى طالت يدك السماء، فستسقط سقوطا موجعا يؤلم سليمك قبل مكسورك..
بل سيكسر ما يبقى منك سليما، ويسلمك إلى حتف بلا جواز ولا تأشيرة..
لتعبر مجاهيل الموت دون هوية، ولا ثمة ما يخبرك من أنت حينما تجد نفسك هناك، حيث لا أنت أنت..
وما في ذاكرة الأمس سوى بقايا تحترق وملامح باهتة..
حين تسافر ملايين الأزمنة..
بين ماض لن يعود..
، وحاضرٍ أفضل ما يقال فيه أنه رزء بئت به ببياض طوية..
وغدٍ بأية حال أنت لست في دفاتر من على قيده..
باختصار..
لن يعود قلب جرب مرارة الموت مرة..
ولن يستسيغ السير في طريق موحش..
علم منذ البداية أن آخره ذكريات ودموع..
وصفحات ملوثة..
وكبد تحترق..
ونزف لن يتوقف..
حيث يأخذون في رحالهم حين يمضون كل وصفات الدواء..
ويتركونك بين الحياة والموت..
فلا أنت تملك ثمن الأولى..
ولا تعرف من أين تشتري الثاني..
يااااه لحياة كانت بخيلة عليك بكليهما..
وما زلت تسميها حياة..
لله سخفك..
انتهِ..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..