ثم أي..
وكلنا يا صديقي ملوَّثون..
حتى ظلالنا التي تمشي على الأرض..
ألم تر أنها عانقت ظلا في مفترق الطرقات؟!..
وساءلت أعين العابرين أزقة للتخفي..
، وبعض أرصفة للتسكع..
، والتبضع..
والمجون؟!..
وكلنا يا صديقي ملوَّثون..
حتى أحلامنا الصغيرة..
تتمرغ في الوحل أسفل المطر..
وتصلي..
في حضرة الطين..
يا صديقي..
كلنا ملوَّثون..
حتى جراحنا الكبيرة..
ما زالت تنزف هؤلاء وهؤلاء..
الغد واليوم والأمس..
لا تعرف كيف تخسأ..
كيف تسكن..
كيف تبرأ..
يا صديقي..
كلنا ملوَّثون..
حتى تلك الذاكرة التي تحمل صورا دميمة..
وتقسم أنها من نسل أبناء السماء..
يا صديقي..
كلنا ملوَّثون..
حتى تلك الغصة التي تتسكع في عتمة حناجرنا..
لو أُطلق لجامُها..
لصرختْ بأسماء تسكن سجلات الأبالسة..
وألقت بذور الكلام في سلال الفيافي..
تزرعُ..
وتحصد ألف موسم..
لا ثمار هناك ولا سنابل..
كلنا ملوَّثون يا صديقي..
مذنبون حد الخطيئة..
نهدم ألف حصن حينما نبتغي أمنا..
لنتوارى خلف أردية القنابل..
كلنا ملوَّثون يا صديقي..
نهجر الأوطان ونسكن المنافي..
حتى أقدامنا يقطر منها بتراب الغياب..
انظر هناك..
سترى المصطفين في اختناق المعابر..
سترى..
كيف يضيع الحب في ابتسامات المزيفين..
وكيف تحترق المشاعر؟!..
كلنا أفَّاقون يا صديقي..
نوزع أرواحنا صدقات على من ليسوا بحاجة لعطايانا..
نرتدي خيباتنا..
ونحن أعوز ما يكون..
كلنا يا صديقي كاذبون..
حتى الصمت الرديء فينا..
حتى الموت..
وحتى الجنون..
كلنا ملوثون..
فطأطئ رأسك..
لم يبق إلا تنهيدة تقي..
تسكن صدر عربيد..
ترى..
كيف يستقيم الشوق..
والقلب أعوج..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..