ذات وداع..
.
.
أما بعد..
ألهذه الدرجة نَسيتَ أنت؟!..
أو ربما،،،
لهذا الضياع نُسيتُ أنا..
أو..
لعلها الأحداث وقد ماتت فجأة فلم يعد هناك ما يغريك بي..
ولو قلت ألف هيت لك..
لا عليك..
أتمنى أن يكون في هذا الصمت الطويل راحة قلبك..
فقد تجاوزنا الأولى والثانية عتابا، وحتى الثالثة..
وبات الغياب المقيت هو سيد كل مناجاة..
لكن..
ليتنا نستطيع أن نعود..
أو ليتنا نستطيع أن نعود حين نعود، ونحن نملك أوجاعنا، خيباتنا وأنفسنا كما كنا عند أول سقطة..
ولا يملكها هؤلاء،،،،
الذين آذوا حد الطعن وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..
فتبا لقلب يقسم أنه يبتغي قربى، فأساء ثم أساء ثم أساء..
ليتنا نعود حين نعود، غرباء،،،
ليتنا نعود حين نعود بلا ميراث ثقيل جدا من وجع ومن حزن ومتاهات..
ليتنا نعود بلا لعنة الحنين المعجون بإثم الذكريات..
ليتنا نعود..
كمحارب مهزوم..
تاهت منه الأسماء والعناوين..
والتواريخ والأحداث والملامح فقط..
ثم عاد إلى وطن لا رفيق له به ولا وجه يعرفه..
كسجين..
لا تعي أذناه من الحياة سوى صوت السلاسل وصرير أبواب الزنازين ووقع السياط حينما تلهبها الأبدان وجعا..
لكانت العودة حينها ممكنة..
ولكان ميراث الدموع قد جف..
لكن..
أنى لنا وجذع الأمس عصي..
يتسكع في أزقة أعماقنا فيوقظ في كل خطوة ألف شيطان..
أنى لمثلنا أن يسقط حين يسقط فاقدا لكل شيء حتى ماضيه..
أنى؟!..
-#يليه..
أيها السادة..
إن عيون روحي المريضة..
لا تستطيع أن تتحمل كل هذا الضياء في صبح عالمكم..
لطفا..
أعيدوني إلى الليل مرة أخرى..
فأنا ابن الظلام..
لم أعتد هذا الصخب وهذا الزحام..
ولم آلف من أصطدمت بهم في مفترق الطرق الممتدة بلا نهايات كحجم خيباتي..
فضلا..
أعيدوني إلى الموت مرة أخرى..
أو على الأقل..
أخبروني أين الطريق، فقد نسيته يوم أن أيقظتم الحُلمَ بداخلي..
ولا تقلقوا..
فإن جرم إرسالي إلى الموت مرة أخرى..
أقل فداحة من جرم أعدتموني به إلى الحياة..
فهل رأيتم قبلا كيف يغدو منح الحياة جناية؟!..
وكيف يصير سلبها منتهى منتهى الرحمة؟!..
ترى..
أي نكبة تلك التي جعلت من ضوضاء وجوهكم صخبا..
لا يحتمله أيسرنا المقتول؟!..
أي كارثة تلك؟!..
التي تجعل من الأصوات مشنقة..
والضحكات رصاصة خائنة..
وكل محاولة لعناق على سبيل المجاملة..
تراجيديا ساخرة وملهاة..
أي كبيرة تلك؟!..
إلا أن كفرت قلوبكم بعد إيمان..
إلا أن تكون العهود محض كذبات..
وكل ما قيل في ساحة الأمس، زورا وبهتان(ا)..
انتهى..
النص تحت مقصة النقد..
بقلمي العابث..