30/يونيو(جغرافياً) يومذاك لم يبعُد عنّي(أنا بالذات) أكثر من2500/كيلو .. كما هو(تاريخياً) اليوم لم يبعُد عنا الكثير (إذ وكلّنا ودعنا شهر يونيو) منذ سويعات بعد أن التقينا بيومٍ ليس كباقي الأيام.!
وبما أني أردتُّ العنوان أن يقيس المحتوى بمقياس ريختر، إذ ومن منا لايعرف دِقّةَ مقياس ريختر للزلازل من جانبٍ؟ ومقارنتَها بفضاءات السلامةَ على الجانب الآخر؟ .. تماماً كمن يرى البراكين يحب رؤية الرعد والبرق والأمطار، وتماماً على من يعرف حرائق الغابات يجب أن يعرف الطريق إلى حدائقها على الجانب الآخر.!
وأستمسح القارئ العزيز أن يعود معي من حيث بدأت أن (أرض30يونيو, وميادين 30يونيو، وساحات30 يونيو 2013) لم تبعد عني يومذاك جغرافياً أكثر من 2500 كيلو، بل وصارت تقترب منّي وأقترب منها إلى ان لاحت لي أبراج ميناء القاهرة الجوي، ويحق للقارئ الأطلاع على ختم المغادرة والدخول بين صفحات جواز سفري الإماراتي رقم (…) الصادر في أبوظبي بتاريخ(…).!
إذ دخلت به مصر آمنا، وتجولت في مصر آمنا، وخرجت من مصر آمنا، بل ومن نافلة القول نقلتني ليموزين المطار الى الفندق عبر ميدان التحرير، فرفعت يدي أسلم على الشبيبة والشبان بدشداشتي الإماراتية وهندامها الفضفاض فتلقيت أصوات وهتافات الحب لزايد وأبناء زايد بأرض مصرنا الحبيبة ومن حناجر أبنائنا الحبايب.
(أدخلوا مصرَ إن شاء آمنين) آية قرآنية بأوامر السماء تصف أرض مصر حاضنة الأمن وصانعة الأمن .. و(مصرُ أنقذتنا) ترنيمةٌ رددتُها بعد ثلاثين يونيو 2013 وسأبقى أرددها كل عام من مثل هذا اليوم ولعل الملايين يرددونها معي من الخليج الى المحيط.
إنّها ترنيمةٌ تختلط بها الترانيم، تختلج في الصدور تكشف الوجوه المقنّعة التي أرادت الدمار الشامل باسم الإسلام السياسي لولا تلك الثورة الوطنية وتلك اليقظة الإيمانية الوطنية.!
لا أعتقد ان الرئيس عبدالفتاح السيسي رشّح نفسه للرئاسة قدر ما أجزم ان وعي الشعب المصري بالمسيرة المليونية طالبوه أن يجلس في قصر الرئاسة بجيش مصر وان يحوط النيل والأهرام بجيش مصر أن يعيد الحياة للمحافظات بجيش مصر وينعش ممرات قناة السويس بجيش مصر وان يعبّد الطرق والمرافئ والموانئ والمطارات بجيش مصر، وأن ينعش البنى التحتية من الحدود الى الحدود بجيش مصر.!
نكرر اسم (جيش مصر) ونؤكد بذلك على أنها تلك الترنيمة لتلك المسيرة الزاحفة في وجه الدمار القادم المستهدف لمصر والجزائر وليبيا وتونس والعراق واليمن وغيرها .. لكنها وإن استطاعت لم تستطع على مصر ولن..!
شاء الله بعد 30يونيو ان يكون ريخترُنا رحماني لا شيطاني، فالأخير تلاشى سعيه الدءوب أمام ماجاءت السماء برحمتها الواسعة تٌقلب السحر على الساحر.
ومرة أخرى دخلت مصر آمنا قبل سنتين، ولمستُ سحر البناء ومعجزة العمران على امتداد مسافة 200 كيلو (ذهابا وإيابا) من قطعة أرضٍ أملكها قبل ثلاثين سنة قرب مطار برج العرب الإسكندرية ثم عدتُ مقفلاً على أوراقي عندما اخبروني ان هذه كلها منجزات جيش مصر، بل ومعجزةُ جيش مصر.
أتخيل الطفل المدمن باللغة العربية في العالم الاسلامي في الصفوف الابتدائية الأولى، لو سألته ولو افتراضيا (يا ترى ولدي ما الفرق بين قاف(قندهار) وقاف(القاهرة).؟ .. وأراه يرد عفويا (يبابا اعتقد قاف القندهار يعني قطع الكهرباء فلا كهرباء لهم منذ احتضنوا الإسلام السياسي الداعشي، واسمع قاف القاهرة انه قوة الجيش المصري، كنا نسمع عن عفريت من الجن الناقل لعرش بلقيس وعن قوة الفراعنة التي أقامت أهرامات، قواتٌ قد تبحث عن (اين الطريق الى قوة الجيش المصري.؟!)
الريختر الشيطاني اراد ما أراد، وأرد الرباني عكس ما أراده الأول بل ونفّذت ما أراده شعب مصر.
ومن الأخير (مثالا وليس حصرا) كان مما أراده ذلك الشيطان الخفي يوما هو الايقاع بين مصرنا الحبيبة والمملكة العربية السعودية الشقيقة، فجاءت النتيجة اليوم بتوقيع اتفاقية اقتصادية مشتركة بين الدولتين بسبعة مليار دولار أمريكي ومازلنا في بداية الطريق وفي الحول الثامن من ثورة 30 يونيو.
فإلى الغد المشرق ياشعب مصر بجيش مصر.
www.KatibEmaraty.comhttps://