جرائم القتل التي انتشرت مؤخرًا في المجتمع المصري، وتناولتها كافة وسائل الإعلام والسوشيال ميديا لم تنحصر في فئة بعينها أو مستوى اجتماعي معين أو فكر ثقافي محدود ولا مستوى تعليمي منخفض، ولكن هذه الجرائم شملت كافة المستويات والثقافات والقدرات المالية المختلفة، وهذا ناقوس خطر لابد من الانتباه له والعمل على دراسة الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى هذه الجرائم البشعة، وليس الاكتفاء فقط بإجراء التحقيقات وإحالة القاتل إلى محكمة الجنايات وصدور الحكم العادل والناجز ضده ليلقى ما اقترفت يداه من آثام ويكون عبرة لغيره.
ولذا كانت صيحات التحذير المؤلمة التي أطلقها المستشار بهاء المري رئيس محكمة جنايات المنصورة قبل النطق بحكم الإعدام لقاتل طالبة جامعة المنصورة خير دليل على ذلك؛ حيث قال من ضمن ما قال – لا فض فوه – إنَّ هناك خَـللًا استفحَـلَ ضَرَرُه وعَـزَّ اتقاءُ شَـرِّه واتسَع الـرَّتقُ على الـراتق، وناشد كُلَّ فِـئاتِ المُجتمعِ أنه لابُـدَّ مِن وَقفَـة، ومَن كل من يَقْـدرُ على فِعلِ شَيءٍ أن يفعل، وطالب بعقد مَحكمةَ صُلحٍ كُبرَى بين قُـوَى الإنسانِ المُتابينة لنُنَـمِّيَ فيهِ أجـملَ ما فيه وإعادة النَشء المُلتوي إلى حَظيرةِ الإنسانية، كما وجه رسالة مهمة إلى الآباء والأمهات بقوله لا تُضيِّعوا من تَعُــولون وصَاحِبُوهم وناقِـشُوهُم وغُوصُوا في تفكيرهم، ولا تتركُوهُم لأوهامِهم، واغــرسُــوا فيهم القِـيَم.
فهل تتحرك كافة المؤسسات المعنية والمختصين وذوي الشأن، وتدرس أسباب هذه الجرائم بجدية وتضع الحلول لمنعها أو الحد منها قدر الإمكان، بدلا من حدوثها على فترات متقاربة وتعود الناس على حدوثها ووقوعها، بعد أن كانت نادرة الحدوث وتثير الاستغراب والدهشة والحزن في نفوس من يسمعها أو يقرأها في الميديا.
mahmoud.diab@egyptpress.org