عندما وقع حادث طالبة كلية الآداب بجامعة المنصورة وهو قيام أحد زملائها بنحرها بجوار سور الجامعة بطريقة بشعة، وشاهدها الناس بالصوت والصورة الذين أصيبوا بالدهشة والاستنكار والاستغراب أن يقع مثل هذا الحادث الإجرامى من طالب جامعى نحو زميلته رحمة الله عليها، وطالبوا بسرعة العدالة الناجزة والقصاص من القاتل الذى يستحقه، وبالفعل كانت هناك استجابة سريعة من أجهزة الشرطة والنيابة فى إنهاء إجراءات التحقيق وإحالة القضية إلى القضاء الذى قام بدوره وأصدر حكم الإعدام على القاتل الذى يستحقه فى وقت وجيز. ولكن حدث شىء غريب وعجيب بعد ذلك وهو حدوث نوع من الشفقة والتعاطف مع الطالب القاتل بين جموع ليست بالقليلة وأبدى نفر من الناس التبرع بملايين الجنيهات للوقوف فى صف الطالب القاتل، وكذلك ابدى أحد مشاهير المحامين نيته بالتطوع للدفاع عنه مجانا، كما أنه عند قبول محكمة النقض الطعن على الحكم كانت هناك فرحة عارمة من كثيرين وصلت إلى إطلاق الزغاريد فى قاعة المحكمة.
وكلمة إلى الذين تعاطفوا مع الطالب القاتل ماذا سيكون إحساسكم وشعوركم لو ـــ لاقدر الله ــ كانت إحدى بناتكم موضع الضحية، هل سيكون نفس تعاطفكم الآن فأرجو العودة إلى رشد عقولكم لانه مهما تكن الخلافات والخصومات بين القاتل والضحية لايجب بحال من الأحوال أن تصل إلى هذه الجريمة الشنعاء التى لا يقرها منطق أو عقل أو دين، ومن الواضح أن هناك أصابع خفية وراء هذه الحملة هى التى تريد توجيه الرأى العام حتى يتعاطف مع القاتل وتثير فتنة فى المجتمع، ولابد أن ننتبه لذلك المخطط. وان نتذكر قول الله تعالى (ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب).