كتب محمود الشناوى
يبدو اليمن وفقا لخبراء وسياسيين ينتمون لمختلف التوجهات أمام سيناريوهات عدة، يمكن أن تشهدها الفترة القليلة المقبلة .
وإنطلاقا من قراءات ومتابعة لتطورات الأحداث، تعتبر جميع الأطراف على الساحة اليمنية مصر باعتبارها الشقيقة الكبرى والطرف المقبول لدى كافة الأحزاب والتشكيلات والقوى السياسية.
ويقول المفكر والسياسي اليمني الدكتور طه الهمداني أن السياريوم الأول يتمثل في استمرار الوضع القائم مع تغيرات محدودة وغير مؤثرة، موضحا أن استمرار القتال والضغوط الميدانية وانتاج الحلول المؤقتة يعد السيناريو الأكثر ترجيحا في المشهد اليمني .
أ السيناريو الثاني فيتمثل في وقف الحرب بسبب تأثيرات المواجهات القائمة على حركة الملاحة ومصالح الدول وارتداداتها على الامن الاقليمي والدولي، بالاضافة إلى تفاقم الوضع الانساني في البلاد ، فيما يبدو أن الحسم العسكري أمرا بعيد المنال لكافة الاطراف ويستنزف امكانات الجميع ، مما يدعو الأطراف المتصارعة إلى اعادة التفكير بالعودة إلى مائدة المفاوضات للاتفاق على خارطة طريق بدعم من المجتمع الدولي .
السيناريو الثالث وهو الأسوأ يتمثل في التقسيم في ظل عدم قدرة الاطراف المتصارعة والمجتمع الدولي على التوصل إلى حلول ترضي كافة الاطراف ، وتداخل الابعاد الاقليمية والدولية في الازمة .
أما الدكتور عادل الأحمدي رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام فيرى أن السيناريو الأبرز، هو المسار السياسي المدعوم من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية، بمواصلة دعم مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، وتقريب وجهات النظر بين مكونات الطيف اليمني الرافض لسيطرة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وتنسيق الجهود بينها، وعلى ضوء ذلك، فإن المصير المحتوم هو الانتصار اليمني على المشروع الحوثي المعادي لليمن وللإقليم وذلك من خلال إلحاق هزيمة عسكرية كافية لإخضاع الحوثيين لمقتضيات السلام، تلك المتمثلة بدولة ضامنة لجميع اليمنيين، تعبر عن الشعب اليمني وانتمائه الوطني والعروبي وتحقق تطلعاته في السلام والبناء
في السلام والبناء .
وفي هذا السياق من الأهمية أن يتوازى الدعم السياسي من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم مالي وعسكري سخي يقوي من جانب القيادة الشرعية، ويمكنها من إحداث إنجازات ملموسة في الجانب الاقتصادي داخل المناطق المحررة، كما يعينها على ترتيب الصفوف عسكريا باتجاه الضغط على المليشيا واستعادة المؤسسات في صنعاء عاصمة الدولة .
وأما السيناريو الأبعد في هذا السياق، فهو أن يرضخ الحوثي للسلام بدون أن يلتقّى هزيمة ميدانية كافية، وهو ما عززته سنوات من الأحداث في اليمن منذ صيف العام ٢٠٠٤ تاريخ أول تمرد حوثي وحتى اليوم
السيناريو الآخر، هو اجترار وضع اللاحسم، ببقاء الوضع على ما هو عليه، بمعارك وهدن غير حاسمة، وهذا السيناريو يُسهم في مزيد من التعقيد كلما طال أمده، ذلك أن التطبيع مع الوضع الحالي يُبقي على معاناة اليمنيين ويؤدي لترسيخ بقاء الحوثيين كميليشيا طائفية تنفذ أجندة معادية لليمن وللإقليم، وأتصور أن هذا السيناريو لن يصمد ولن يحقق السلام بالتدريج، بقدر ما يطيل أمد الحرب، وفي كل الأحوال فأن كلفة أي تهاون مع استعادة الدولة اليمنية، ستكون أضعاف كلفة الحسم العسكري، ومن المهم الإشارة إلى أن التقدم الذي تحقق سياسياً بتشكيل مجلس القيادة السياسي، هو خطوة إيجابية يجب أن تتبعها خطوات حاسمة في اتجاه النصر خصوصا مع الترحيب الشعبي الواسع الذي لاقاه تشكيل المجلس.
ويشدد الاحمدي على ضرورة أن يدرك الجميع وفي مقدمتهم الحريصون على استقرار اليمن من الأشقاء والأصدقاء، أن الحل في اليمن أولاً وأخيراً يجب ألا يكون تخديرياً قائماً على الهدن والتطبيع مع الحرب والمليشيات المعادية لليمن وجيرانه، بل بدعم استعادة الدولة الوطنية اليمنية التي يعيش تحت ظلها الجميع وفقاً للدستور والقانون، وأنه بدون أن تحتكر الدولة وحدها أدوات القوة سيظل اليمن عليلا ، فالوقت يمر والمليلشيا تسابق الزمن من أجل طمس عقول النشء وإنتاج جيل معادٍ لهوية اليمن وعقيدته وأمته، وهو ما يستوجب الإسراع في إزالة هذا الخطر، مشير إلى إمكانية قيام ثورة شعبية عارمة في مناطق سيطرة المليشيات، بسبب تفاقم النقمة ضد الحوثيين وسياستهم العنصرية والإفقارية، ولكن هذا السيناريو مرتبط في الوقت الحالي بإحراز الشرعية تقدما على الارض
فيما حدد الكاتب والسياسي اليمني الدكتور عادل الشجاع ثلاثة سيناريوهات متوقعة، أولها أن تستمر الإمارات والسعودية في دعم المجلس الانتقالي في القضاء على ماتبقى من جيش الشرعية واجتياح بقية المحافظات الجنوبية، وفي هذه الحالة ستذهب القوى الجنوبية المناوئة للانتقالي إلى إبرام اتفاق سري مع الحوثيين ومساعدتهم على اجتياح الجنوب والوصول إلى حضرموت والمهرة .
والسيناريو الثاني هو أن ينشغل المجلس الانتقالي في حرب طويلة في المحافظات الجنوبية، فيستغل الحوثي الفرصة للانقضاض على مأرب والاتفاق مع الانتقالي على مواجهة الإصلاح، فيستغل الحوثي الفرصة بعد ذلك للانقضاض على الانتقالي بمساعدة الجنوبيين المحسوبين على الهاشميين .
أما السيناريو الثالث فيتمثل في أن يقدم رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي على اتخاذ قرارات عسكرية وسياسية توحد الجيش والامن تحت قيادته، وكذلك تعيين دبلوماسيين يساعدونه على إقناع المجتمع الدولي في دعمه، وفي هذه الحالة سيدعو الحوثي إلى وقف الحرب سلاما أو حربا .
فيما يؤكد الكاتب والمفكر اليمني محمد الردمي أن الامم المتحدة تصر على تمديد الهدنة ويعتقد أنه سيبني على الهدنة خطة تفضي الى سلام شامل، مشيرا إلى أن هذا المخطط يعتبر طريقا غير واضح وطويل جدا .
وأضاف أنه بالنسبة للحوثيين فانهم مستفيدون من الوضع الحالي رغم الخروقات التي يرتكبونها في هذه الهدنة، وهم متفرغون بشكل كبير في تعزيز قدراتهم القتالية والتحشيد للمقاتلين من مختلف الا
الاعمار، بالاضافة الى أن ميناء الحديدة تحت سيطرتهم وليس لديهم أي التزامات تجاه المواطنين في المناطق التي يسيطرون عليها.
وأضاف أن الحكومة اليمنية لديها خيارات محدودة ، ورغم انها ملتزمة بالاتفاقات الدولية، فان السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات .
وتوقع الردمي تفجر الاوضاع في عدة جبهات مثل جبهة ” مأرب ” وجبهة ” تعز” خلال الفترة القادمة ، وهو الامر الذي يجعل المشهد أكثر تعقيدا، مؤكدا أن التحالف العربي حريص على الالتزام بكافة الاتفاقات الدولية وتنفيذها على الارض، إلا أن الأمور مرهونة بالموقف الدولي والصراعات الاقليمية والاجندة الايرانية باعتبار أن ميليشيا الحوثي أحد أذرع ايران بالمنطقة