ببساطة شديدة يأتى انسحاب وفد مصر برئاسة وزير الخارجية سامح شكري من الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية مؤخرا، رفضا لاستمرار الحكومة المنتهية ولايتها فى ليبيا ،والتى تكرس لحالة الانقسام الليبي بين الشرق والغرب ،والأخطر تعرقل إجراء الانتخابات التى تعد مطلبا شعبيا ليبيا وعربيا شديد الإلحاح ، وبالطبع نعنى هنا حكومة الغرب التى يقودها الدبيبة فى حراسة المرتزقة وميليشيات جماعات العنف ،حيث توجه مصر ممثلة فى وزير خارجيتها سامح شكرى والوفد المرافق له بهذه الخطوة رسالة حاسمة ،ترفض من خلالها قطعيا ترؤس وزيرة خارجية حكومة الدبيبة نجلاء المنقوش لجلسة وزراء الخارجية العرب ولهذه الدورة من اجتماع وزراء خارجية الدول أعضاء الجامعة العربية
لقد حذرت الأجهزة المصرية المعنية وفى مقدمتها جهاز المخابرات الوطنى من تداعيات استمرار حكومة الدبيبة على الأمن الليبى بل الأمن العربى كله ،إذ تعتبر القاهرة أن ولاية حكومة عبد الحميد الدبيبة قد انتهت،وأن حكومة فتحى باشا أغا هى الحكومة الشرعية المنوط بها إجراء الانتخابات والعبور بليبيا إلى بر الأمان بعد سنوات من الصراع والتطاحن،وهذا الانسحاب الاحتجاجى لم يكن وليد اللحظة أوهو خطوة مفاجأة، فمصر لاتتخذ مثل هذه القرارات بصورة مفاجأة أو من مربع رد الفعل،لكن كان هذا الموضوع محل نقاش مستفيض في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب قبل بدء الجلسة الرسمية،وكان الأولى من المجلس والأمانة العامة حل هذه المعضلة الدبلوماسية قبل الجلسة الرسمية،وهو ماغاب عنهما، ليجد وفد مصر نفسه أمام هذا الاختيار حتى لايمنح شرعية لحكومة تراها مصر منتهية الشرعية،لكن بالطبع،لم ينسحب وفد مصر من مناقشة القضايا الأخرى التى طرحها الاجتماع ، حيث شارك شكري ووفد مصر في اجتماعات اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، وفى غيرها من القضايا والنقاشات التي عقدت وتعقد على هامش الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية..بخاصة بعد أن ترأس وزير خارجية سلطنة عمان الاجتماعات باعتبارها الدولة التالية بعد ليبيا فى رئاسة المجلس ،وذلك حلا للموقف..الذى نتمنى أن يقف عند هذه الحدود ولايلقى بظلاله على تحضيرات وفعاليات القمة العربية المزمع انعقادها فى الجزائر نوفمبر المقبل،فالقضايا العربية المصيرية داخليا وخارجيا الأن هى فى أشد الحاجة لوحدة الصف العربى فى بيتهم الكبير جامعة الدول العربية على الأقل لمواجهتها والحد من تداعياتها الخطيرة التى تهدد الأمن القومى بل الوجود العربى كله.