سبق أن كتبت في محراب هذا الموقع العريق مقالًا منذ أسبوعين تحت عنوان (ينتظرونها بفارغ الصبر) عن «مائدة الرحمن» التي كانت تقيمها إحدى المؤسسات الخيرية في مبنى جامع الفتح برمسيس طوال العام – وليس في شهر الصيام فقط – لإعادة فتحها؛ حيث تم غلقها بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة في الفترات الماضية؛ للحد من فيروس كورونا، مثل ما تم في كل المرافق والمنشآت، وأنه والحمد لله زال الآن الخطر، وتم تخفيف الإجراءات الاحترازية إلى أبعد الحدود، وعادت الحياة في مصر إلى طبيعتها، وامتلأت المساجد بالمصلين، وأقيمت الحفلات والأفراح، كما امتلأت الكافيهات والمقاهي بروادها، وغيرها من مظاهر الاستقرار، وعودة المواطنين إلى حياتهم اليومية
وقد ناشدت وزارة الأوقاف والأجهزة المعنية حتى يتم الاستجابة لمحاولات القائمين على هذه المائدة بإعادة فتحها مرة أخرى؛ حيث كان يتوافد عليها يوميًا آلاف المواطنين من عابري السبيل من المحافظات الذين يأتون إلى القاهرة عن طريق محطة قطار رمسيس؛ لإنهاء بعض المصالح الخاصة بهم، بجانب أيضًا المساكين والفقراء، ومنهم أيضًا الأسر محدودة الدخل، وعابرو السبيل، والمحتاجون الذين تعودوا أن تكون هذه المائدة هي الملجأ والملاذ لهم ولأولادهم لتناول وجبة غذاء ساخنة غير قادرين على تحمل تكلفتها. والحمد لله وبشرة خير، لقد تمت الموافقة على إعادة فتح «مائدة الرحمن» بجامع الفتح برمسيس مرة أخرى؛ ولابد من تقديم عظيم الشكر للأجهزة المعنية ولوزارة الأوقاف على هذه الخطوة؛ لأن من لم يشكر الناس لم يشكر الله، وأنه يجري حاليًا إعداد التجهيزات للافتتاح قريبًا.
ويجب على كل القادرين، ومن أعطاهم الله من فضله إقامة هذه الموائد في كافة المحافظات طوال العام، وليس في شهر رمضان فقط، رأفة بكل معسر أو محتاج أو عابر سبيل؛ نظرًا للظروف الاقتصادية الخاصة التي يمر بها وطننا الحبيب، كما يمر بها معظم دول العالم.
mahmoud.diab@egyptpress.org