كتب عبد العزيز السيد
أصدر مركز الأزهر العالمى للفلك الشرعى وعلوم الفضاء بمجمع البحوث الإسلامية بيانًا بخصوص ظاهرة الكسوف الجزئى للشمس للعام الهجرى 1444هــــ ليوم الثلاثاء الموافق 22 أكتوبر 2022م ذكر فيه: أن العلم اليوم توصل لدقة كبيرة في كثير من المجالات ومن أهمها علوم الفلك والفضاء، وقد حسب العلماء سير الشمس والقمر وحركة الأرض حسابًا متناهى الدقة، واستطاعوا بناء الكثير من الحقائق حتى أصبحت نسبة الخطأ في هذا العلم ضئيلة جدًا ولا تكاد تذكر، حيث حدد العلماء بداية حدوث الكسوفات والخسوفات للشمس والقمر بدقة كبيرة جدًا بالثانية الواحدة حتى أنهم حددوا أين يمكن رؤية الكسوف وهل هو كسوف كلي أم جزئي وكم يمكث ومتى يبدأ ومتى ينتهى وكم جزء من الشمس أو القمر سينكسف؟ وغير ذلك.
كما طرح البيان سؤالًا: كيف يخوِّف الله عباده بكسوف الشمس أو خسوف القمر في عصر علوم الفلك المتقدم؟ وأجاب: من المعلوم لدى علماء الفلك أن الخسوف القمري والكسوف الشمسي لهما أسباب فلكية معروفة عند علماء الفلك المعاصرين حيث إن الكون كله يعمل بنظام محكم (الشمس، القمر، النجم، الكوكب…)، والمؤمن يعتقد جازمًا أن هذا النظام سيختل حتمًا يومًا من الأيام كما أخبر الله بذلك في كتابه الكريم “فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)..سورة القيامة، وقال تعالى ” اذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ(2) سورة التكوير.
وتابع البيان: أنه فى العام الهجري الحالي سيحدث كسوف جزئي للشمس اليوم الموافق 29 ربيع الأول 1444هـ -25 أكتوبر 2022م في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، حيث يبدأ حدوث الكسوف من أعلى الشمس في جهة اليسار ثم يمتد جنوبًا حيث يغطى القمر حوالى34% من سطح قرص الشمس، وهذا الكسوف يمكث قرابة الساعتين والثلث في منطقة الوطن العربى بأكمله.
وأوضح المركز أن هذا الكسوف يحدث غالبًا مع تحرك واجتماع القمر والأرض والشمس على استقامة واحدة ويتحرك القمر مرورًا أمام الشمس ليغطى ضوء الشمس ويحجبه نهائيًا عن الأرض فيكون الكسوف محليًا، وإذا غطى القمر جزءًا من الشمس فيكون جزئيًا وهذا يختلف اعتمادًاعلى مسار الكسوف وموقع الرصد، وهذا الكسوف لابد له وأن يحدث عندما يكون محاقًا أي في بداية الشهر العربي حيث يسقط ظل القمر على الأرض بعكس خسوف القمر لا يحدث إلا إذا كان القمر بدرًا في منتصف الشهر العربي وذلك ليسقط ظل الأرض على القمر، والفرق بين الكسوف والخسوف تكون الفترة بينهما 14 يومًا أو 15 يومًا، وعلى ذلك من المتوقع حدوث خسوف القمر يوم 8 نوفمبر الشهر القادم ولكن لا يُرى في مصر.
وكما هو معلوم لدى الناس أن محاق القمر يحدث آخر كل شهر عربي وهو اقتران غير مرئي بين الشمس والقمر حيث يرافق القمر الشمس في شروقها وغروبها وتأتى ظاهرة الكسوف بالاقتران المرئى للقمر والشمس حيث يحجب القمر ضوء الشمس إما كلياًا أو جزئيًا، ويكون على خط واحد مستقيم مع الأرض، وعلى ذلك يولد الهلال الجديد للشهر العربي الجديد بعد كل اجتماع والقمر محاق أي بعد كسوف الشمس مباشرةً .
وأشار البيان إلى أنه يرى سكان الكرة الأرضية الكسوف مغطى بقعة من الأرض وذلك لصغر حجم القمر بالنسبة للأرض، وهذه البقعة تسمى بقعة الظل، والسكان الواقعون في هذه البقعة هم الذين يشاهدون الكسوف فقط نهارًا، ومن الملاحظ أن ذلك معكوس في حالة خسوف القمر لأن حجم الأرض أكبر بالنسبة للقمر وظلها يغطى القمر كله، ولذلك جميع البلدان الموجودة في نصف الكرة الليلي يشاهدون خسوف القمر، وخسوف القمر الكلي الذى يشاهد على الأرض يكون كسوف كلي للشمس حينما يشاهد مع كلي القمر.
أما ما يتعلق بفائدة الكسوف والخسوف بين المركز أنه له الكثير من الفوائد منها: رصد الحسابات الفلكية وكذلك دقة حساب بداية الأشهر العربية والهجرية، والرد على من يدعون أن الأرض مسطحة لأن الكسوف والخسوف يثبتون أن الأرض كروية ليست الأرض فحسب بل كل الأجرام السماوية، كما أنه صحيًا يشترط النظر إلى السماء باستخدام فلاتر أو النظارات الشمسية.