كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
نظمت كلية الصيدلة و التكنولوجيا الحيوية بمقرها بالجامعة الألمانية بالقاهرة ورشة عمل أستمرت على مدار 3 أيام بعنوان ” علم الصيدلة الجيني في قلب الطب الشخصي : الإتجاهات الحديثة ” ، جاءت الورشة برعاية كل من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي ووزارة التعليم و البحث العلمي الفيدرالية الألمانية و بمشاركة نخبة من المتخصصين و الصيادلة و أعضاء هيئة التدريس من جهات علمية بحثية مصرية المانية وهم الأستاذة الدكاترة رضا عيسى جراحة الأورام جامعة عين شمس، لؤي قاسم طب الأورام جامعة القاهرة ، سامح سعد علي رئيس برنامج أبحاث بيولوجيا الأورام بمستشفى سرطان الأطفال 57357 ، رامي عزيز رئيس برنامج ابحاث المناعة بمستشفى 57357، أولريك شتاين بمستشفى شاريتيه برلين و مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي ، وولفجانج والتر بمركز ماكس دلبروك للطب الجزيئي ببرلين ، بحضور طلاب من مختلف كليات الصيدلة بالعديد من الجامعات ، بجانب طلاب السنوات الدراسية المختلفة بالجامعة الالمانية ، قالت ذلك الدكتورة هند الطيبى الأستاذ المساعد بكلية الصيدلية بالجامعة ، والمشرف العام على فعاليات أعمال الورشة.
و أشارت الطيبي إلى ان تلك الورشة تعد الأولى من نوعها التى تعقد في الجامعة الألمانية بالقاهرة تتناول الدمج بين علم الصيدلة الجيني و الطب الشخصي ، و تهدف إلى تعريف الطلاب المشاركين بأهمية علم الصيدلى الجيني (Pharmacogenomics) بإعتباره من العلوم المستقبلية الواعدة ، فهو أحد فروع علم الصيدلة التي ترتكز على دراسة تأثير التنوع الوراثي على استجابة المريض للادوية ، و يهدف إلى تطوير وتنمية الوسائل النسبية للوصول بالعلاج الدوائي إلى درجة الكمال والفاعلية القصوى، مع مراعاة التركيب الجيني لكل مريض، وتعد مثل تلك المنهجيات مجالاً واعداً للطب الشخصي والذي بواسطته تتوافق الأدوية وتركيباتها المختلفة مع البنية الجينية الفريدة لكل فردٍ على حدة ، وهو ما يقلل من الآثار الجانبية لأغلب الأدوية، ويساهم في ترشيد نفقات الرعاية الصحية ، و أوصت الطيبي بضرورة التخلي عن وصف دواء واحد وجرعة واحدة للجميع ، والتركيز على نهج يتكيف مع طبيعة كل مريض ، نظرا لاختلاف استجابة الأفراد للأدوية .
وفي السياق ذاته ، أوضحت ان علم الصيدلة الجينية له نفس أهداف علم الصيدلة الاكلينيكة في إستخدام الدواء المناسب للمريض بالجرعة المناسبة إلا ان الاختلاف بينهما يكمن في اهتمام علم الصيدلة الجينية ببعد أخر إضافي وهو الجينات الخاصة بكل مريض ، لافتة إلى أن تطبيقات هذا العلم متعددة المجالات الصيدلية والطبية كما انه يستخدم في علاج الأمراض المعضلة الحرجة منها السرطان ، اضطرابات الأوعية الدموية، فيروس نقص المناعة البشرية، السل، الربو، والسكري .
كما نوهت إلى ان الورشة شهدت مشاركة فريقها البحثى المكون من 15 باحث ما بين مرحلتى الماجستير و الدكتوراه و الذي يعمل على 3 مجالات مرضية رئيسية: سرطان الثدي وسرطان الكبد والتصلب المتعدد ، ويهتم بدراسة العلاجات المناعية وعلم الصيدلة الجيني كأدوات لتطبيق الطب الشخصي في المستقبل القريب ، حيث قام عدد منهم بتقديم عروض توضيحية حول اوراقهم البحثية المتخصصة المنشورة في العديد من المجلات الدولية.
تأتي ورشة العمل في إطار حرص الجامعة على إتاحة فرص تواصل الطلاب المباشر مع الخبراء و المتخصصين للأستفادة من خبراتهم وتجاربهم على أرض الواقع بغرض إثراء معارفهم وتوسيع مداركهم بما يساهم في تأسيس جيل من الكوادر المؤهلة لإستمرارية المسيرة العلمية البحثية العملية محلياً ودولياً في هذا التخصص الواعد ما يمثل بارقة أمل للعديد من المرضى.