جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي خطابه التحذيري والذي سبق وأن ألقاه في مؤتمر جلاسكو للمناخ العام الماضي ، من التهديدات التي تواجهها الحياة البشرية ، جراء التقلبات المناخية التي يشهدها العالم في سنواته الأخيرة ، مؤثرة بالسلب علي الإنتاج الغذائي العالمي مما ينذر بوقوع مجاعات في أكثر من دولة كما حدث خلال الشهور القليلة الماضية .
والخطاب الذي ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر المناخ والمنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ بحضور قادة دول العالم ، هو خطاب جمع فيه الرئيس بين المرض والعلاج ، حيث جدد سيادته دعوته بضرورة قيام الدول الصناعية الكبرى ، بدفع فاتورة الاعتداء علي المناخ العالمي المتُسبب فيه الدول الكبرى ، مطالبا إياها تحمل تلك الفاتورة بدلا من الدول الفقيرة التي عانت خلال الأعوام السابقة من تلك التغيرات المُسببة لفيضانات مدمرة ، كما هو الحال في باكستان التي تحتاج لنحو 10 مليارات دولار علي الأقل وفق الإحصائيات الصادرة من المؤسسات الدولية ، للتغلب علي تدمير الفيضان لعشرات الآلف من الأفدنة و دمرت محاصيل إستراتجية كانت كفيلة بسد احتياجات الشعب الأفغاني.
ولم تكن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في مدينة “السلام” شرم الشيخ ، علي المطالبة بتعويض الشعوب الفقيرة فاتورة الدول الصناعية ، ولكن أيضاً على وقف الاستخدام الخاطئ للوقود الأحفوري ، و حث على ضرورة ضخ مليارات الدولارات من الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة ، ليكون بذلك أحد أوائل القادة في العالم الذين وجهوا سهام الاعتراض لما تفعله الدول الصناعية الكبرى ، محذرا من أن القادم أسوأ ما لم تتحرك الدول الكبرى ومؤسساتها المالية في إنقاذ العالم من الغرق أو الجفاف فكلاهما “مر” علي تلك الشعوب ، ترفضه الدولة المصرية وترفض أيضاً أن تدفع الدول الإفريقية الفقيرة تلك الفاتورة علي حساب شعوبها.
الخطاب ارتكز علي جوانب أساسية شملت ضرورة إيجاد حلولا جذرية للمشكلة المناخية ، مع ضرورة سرعة ضخ الأموال لإنقاذ الدول التي تأثرت شعوبها “سلباً” بتلك التغيرات ، مع تشديد الرئيس في خطابه لضرورة توفير حصول الدول المتضررة علي تعويضات مالية كبيرة ، سبق لهذه الدول وأن تحملتها على حساب برامج التنمية التي كانت قد أعدتها في سنوات ماضية ، وفشلت في النهوض بدولها بعد أن واجهت الجفاف تارة والفيضانات تارة أخرى.
واتفق جميع قادة الدول التي حضرت المؤتمر الدولي للمناخ ، علي كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر ، فيما
ذهب بعض القادة إلي تبني الفكرة المصرية والتي دعت فيها الدول الصناعية علي تعويض الدول الفقيرة ، مع البدء الفوري ودون تأخير في استخدام الطاقة الخضراء “النظيفة” بديلا عما هو قائم عليه اقتصاد العالم الصناعي الآن ، مع ضرورة مراعاة البعد الاجتماعي والاقتصادي لهذه الدول.
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس