القباج تشهد فعاليات يوم المجتمع المدني بقمة المناخ.. وتشارك في الجلسة الافتتاحية “المجتمع المدني وتشكيل الأجندة العالمية للمناخ… الإرث والآفاق” بقمة مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ
القباج:
– هناك علاقة وثيقة بين العدالة البيئية والعدالة الاجتماعية.. و تغير المناخ يمثل أكبر تهديد للفئات الأولى بالرعاية والأكثر ضعفا.
– نقدر دور منظمات المجتمع المدني باعتبارها واحدة من أهم اللاعبين في التدخلات المختلفة التي تم وضعها للتخفيف من وطأة المخاطر وتعزيز آليات التكيف.
– منظمات المجتمع المدني تنفذ مشاريع وبرامج صديقة للبيئة..وتساهم في اتاحة المعلومات البيئية للمواطنين وتدعم تحديد المخاطر والتكيف مع المخاطر المناخية.. وتعمل بالشراكة مع الحكومات في مواجهة الكوارث المتعلقة بالمناخ سواء في التخطيط او اتخاذ القرار.
– ندعم حقوق القارة الافريقية من خلال جهود التخفيف وآليات التكيف.. ونحث المجتمع المدني الأفريقي على تشكيل تحالفات وشبكات داخل إفريقيا وفي جميع أنحاء العالم ..والدفاع بقوة عن حقوق شعوبهم في حياة آمنة وصحية.
كتب عادل احمد
شهدت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي أولى فعاليات يوم المجتمع المدني في قمة مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغیر المناخ “27-COP” بشرم الشيخ، حيث شاركت في الجلسة العامة تحت عنوان “المجتمع المدني وتشكيل الأجندة العالمية للمناخ.. الإرث والآفاق”، وذلك بحضور الدكتور محمود محيى الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخى والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة التنمية المستدامة ، والسيد أوفيس سرمد ، نائب الأمين التنفيذي ، بالأمم المتحدة لتغير المناخ ، وميثيكا مويندا جوزيف، المدير التنفيذي ، لتحالف عموم إفريقيا للعدالة المناخية ،والسيد الهامى يوسفى بالتحالف الدولي للإعاقة، وهندو عمر رئيسة جمعية النساء والشعوب الأصلية في تشاد رئيس المنتدى الدولي للشعوب الأصلية بشأن تغير المناخ.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أنه حان الوقت لاتخاذ إجراءات ملموسة وفعالة ومسؤولة بشأن المناخ ليس غدًا أو بعد ذلك ولكن في الوقت الحالي ، خاصة أن ذلك كان ينبغي أن يحدث في وقت سابق، نظرًا لأن تغير المناخ يساهم بشكل مباشر في انتهاك حقوق الإنسان ، ويجب على الدول أن تلتزم التزاما إيجابيًا باتخاذ تدابير للتخفيف من تغير المناخ ، ومنع الانتهاكات المناخية ذات الاثار والتوابع السلبية، وضمان تمتع جميع الأشخاص، ولاسيما أولئك الذين يعانون من أوضاع هشة، مشيرة إلى أن هناك علاقة وثيقة بين العدالة البيئية والعدالة الاجتماعية، وعادة ما تدفع الدول النامية والفئات الضعيفة الثمن، ويمثل تغير المناخ أكبر تهديد للفئات الأكثر ضعفاً، وتدني مستوى المعيشة والفقر ، والهجرة غير الشرعية ، والذين غالباً ما يساهمون بأقل قدر في تغير المناخ هم “النساء ، صغار المزارعين ، والصيادين ، وجامعي القمامة ، والأطفال ، والأشخاص ذوي الإعاقة”، لذلك ينبغي على الدول أن تفي بالتزاماتها بحماية حقوق الإنسان للجميع في مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ ، ويجب أن تعمل بشكل جماعي وفوري.
وأضافت القباج أن الحكومات والمجتمعات المدنية والإعلام والأحزاب والحركات الخضراء وحركات السلام ونشطاء حقوق الإنسان والمتطوعين يريدون أن يعيشوا حياة كريمة وصحية وآمنة، حياة خضراء من أجل العدالة الاجتماعية والإنسانية، مشيرة إلى أن مشاركة منظمات المجتمع المدني في مفاوضات المناخ الدولية محفورة في إعلان ريو وتحكمها المواد 4 و 6 و 7 من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهذا يشمل منظمات المجتمع المدني المشاركة من الاستراتيجيات الداخلية ، كأعضاء من الخبراء التقنيين والمفاوضين الحكوميين ، أو أولئك المشاركين من الاستراتيجيات الخارجية كمدافعين وناشطين ومحتجين، مشيرة إلى أننا نقدر بشدة منظمات المجتمع المدني باعتبارها واحدة من أهم اللاعبين في المجالات المختلفة التي تم وضعها للتخفيف من المخاطر ، ولتعزيز آليات التكيف ، مع التوجه نحو منع التدهور البيئي وحماية الموارد الطبيعية ، ومشاركتها في عملية صنع القرار ، و اعتبارهم مصدر مهم في عملية التمويل.
وأفادت القباج أن منظمات المجتمع المدني تعطي أصوات للفئات الأكثر تضررًا ؛ مع التأكيد على مشاركة المواطنين في السياسة العامة ، من خلال عمليات المناصرة، كما أن منظمات المجتمع المدني تكمل مشاركة أصحاب المصلحة المتعددين في المفاوضات، في المقابل ، ينقلون نتائج المفاوضات إلى المجتمعات المحلية من خلال ترجمة العلوم إلى لغة بسيطة، وتعزز منظمات المجتمع المدني مساءلة أولئك الذين يساهمون في التغيرات المناخية التي تؤثر على أمن الناس وسلامتهم وتنميتهم، وتعمل منظمات المجتمع المدني بالاشتراك مع الحكومات في مواجهة الكوارث المتعلقة بالمناخ ، سواء في مرحلة التأهب والتخطيط أو في مرحلة الاستجابة والتخفيف على جميع المستويات، وتنفذ منظمات المجتمع المدني مشاريع وبرامج صديقة للبيئة، وتساعد منظمات المجتمع المدني في اتاحة المعلومات البيئية للمواطنين وتدعم الحكومات في تحديد المخاطر والتكيف مع الاثار الناجمة عن التغيرات المناخية، كما أنه من المتوقع أن تعمل منظمات المجتمع المدني بشكل مشترك مع الحكومات في مواجهة الكوارث المتعلقة بالمناخ ، بما يشمل التخطيط واتخاذ القرار ، والاستعداد ، والتخفيف ، ومراحل الاستجابة ، كما أنها تتواصل وتتفاعل مع المنظمات غير الحكومية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، والقارة الأفريقية ، وكذلك البلدان الأخرى ، لاكتساب وتعلم ومشاركة الأفكار والخبرات في مؤتمرات الأطراف السنوية.
والجدير بالذكر أن 5 من البلدان الأكثر تضررًا من تغير المناخ تكمن في أفريقيا، وزاد عدد من يعانون من نقص التغذية في أفريقيا وجنوب الصحراء بنسبة 45 في المائة بين عامي 2021 و 2019، وسيواجه ما يقرب من ربع مليار أفريقي ندرة في المياه بحلول عام 2025، كما تسببت العواصف الاستوائية في جنوب إفريقيا في نزوح نصف مليون شخص في ثلاثة أشهر فقط هذا العام، وهناك 46 مليون شخص لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل، ويمكن إجبار 86 مليون أفريقي على مغادرة منازلهم بحلول عام 2050.
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أننا ندعم حقوق القارة الافريقية في جهود التخفيف وآليات التكيف، وتحث المجتمع المدني الأفريقي على تشكيل تحالفات وشبكات داخل إفريقيا وفي جميع أنحاء العالم، والدفاع بقوة عن حقوق شعوبهم في حياة آمنة وصحية، كما أن منظمات المجتمع المدني الأفريقية لديها أولويات مختلفة عندما يتعلق الأمر بمشاركتها في مفاوضات المناخ على المستويين المحلي والدولي، اعتمادًا على قدرتها ، ولكنها تعتمد أيضًا في العادة إلى حد كبير على قدراتها المالية، لذلك من المهم أن تواصل منظمات المجتمع المدني الأفريقية العمل على مستويات مختلفة ، من القاعدة الشعبية ، إلى المشاركة في المنتديات الوطنية والإقليمية ، وكذلك في الاجتماعات الدولية.
وأكدت القباج أن مصر ستتأثر بتغير المناخ ، مع الزيادة المتوقعة في موجات الحر والعواصف الترابية والعواصف على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط والظواهر الجوية الشديدة، حيث ارتفع متوسط درجات الحرارة السنوية بمقدار 0.53 درجة مئوية لكل عقد، ومن المتوقع أن يرتفع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 30 سم في عام 2050، لذا يعتبر من الضروري رفع الوعى المجتمعي بشأن قضايا تغير المناخ على الصعيدين المحلي والعالمي، كما تعهدت مصر أيضًا بإدماج تغير المناخ في سياسات التنمية الوطنية وخضرنة ميزانيتها تدريجياً عبر القطاعات.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أنه تم تطوير قاعدة بيانات إلكترونية للمنظمات غير الحكومية العاملة في قطاع البيئة ، مصنفة طبقاً للموقع الجغرافي والقطاع البيئي والجمهور المستهدف ونوع قضية التغير المناخي الذي تعمل به الجمعية.
كما تم تطوير المنصات الإلكترونية المحلية في مختلف المحافظات ، بما في ذلك الوزارات المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة ، ومراكز النيل للإعلام ، ومنظمات المجتمع المدني النشطة والمتطوعين، وتطوير “تقييم الأثر البيئي” الذي يراعي التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية كذلك ، بالتعاون مع وزارة البيئة، بالإضافة إلى تطوير “شبكة المتطوعين” لدعم المجتمعات المحلية في التعرف بشكل أكبر على التقنيات الحديثة والذكية للزراعة ، وتوليد مصادر بديلة للطاقة ، فضلاً عن إدارة التمويل الأصغر الذي يكون صديقًا للبيئة والذي يستهدف أيضًا أمن غذائي، وتطبيق المؤشر الذي طورته اليونيسف حول “تأثير تغير المناخ على الأطفال” ، وخاصة مستفيدي تكافل وكرامة.
كما تم إطلاق ميثاق شرف لمواجهة التغير المناخي ، والذي يتضمن دعوة إلى عدة ممارسات إيجابية للمساهمة في الحد من الانعكاسات الناتجة عن هذه الظاهرة، وإقامة شراكة بين مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ، وتتمثل في إطلاق شبكة “مراسلون المناخ” لتعزيز الوعي وإلقاء الضوء على الإنجازات التي تحققت والتحديات المواجهة، كما أن المبادرة الوطنية للمشاريع الخضراء التي يقودها رئيس الوزراء تشمل مشاريع من القطاع الخاص والمجتمع المدني والمرأة.