في المطرية دقهلية ذهب أنور السادات عام 1945 إلى منزل زكريا الحجاوي ملتحفا بخوفه هاربا .. وذلك أثناء نضاله ضد الاحتلال البريطانى، حيث قبض عليه في قضية مقتل أمين عثمان فهرب ،وهو لم يهرب من السجن، ولكنه هرب من مستشفى قصر العينى وذلك بعد أن نقل من السجن إليها وتم تدبير عملية الهروب من خلال الدكتور يسين عبد الغفار الذي كان يشرف عليه بالمستشفى ومحمد على ماهر معاون المستشفى، ثم انتقل للاختفاء في منزل زكريا الحجاوي بالمطرية، وقد عرفه زكريا على أهله بأنه صديق حميم له اسمه «الريس جلال» وقد عمل صيادا معهم .. بعد ذلك وبعد أن تم القبض عليه عام 1948 هرب السادات مرة أخرى إلى المطرية كسائق لوري وكان معه صديقه حسن عزت، وعمل السادات هذه المرة في نقل الطوب والزلط والرمل باللوري في منطقة القنال ودمياط والمنزلة والمطرية، ورغم أن السادات حضر عدة أمسيات في ذكرى زكريا الحجاوي بعد رحيله ومنح وسام العلوم والفنون لاسمه تكريما وتخليدا لذكراه وأطلق اسمه على أحد شوارع المنصورة، وغير اسم مسرح السامر إلى مسرح زكريا الحجاوى، وحول المنزل بالمطرية إلى متحف يضم أعماله وفنون الشعب التي عاش لأجلها وإقامة تمثال نصفى له، وأنه في إحدى أمسيات التكريم لمح الرئيس السادات زوجة الحجاوي فعاد مرة أخرى ليسلم عليها ووقف معها.. أقول رغم ذلك فإن للسعدني – صديق الاثنين شهادة أخرى حيث سألته عن زكريا فقال لى : «لزكريا على أنور السادات آياد بيضاء فقد أخفاه من أعين البوليس، وله فضل على ثقافة السادات.. بل إن تعبيرات السادات عن العيب وأخلاق القرية، والأصول والقيم، وديوان المظالم، والتصحيح كلها من وضع زكريا الحجاوى.. لكن السادات حين تولى الحكم منع أعماله من الإذاعة وفصله من وظيفته.. ويروى يوسف الحطاب المخرج الإذاعى الشهير وصديق الحجاوي أن السادات حين جاء للعمل مشرفا للتحرير في جريدة الجمهورية قبل أن يتولى الحكم، وكان زكريا الحجاوي سكرتيرا لتحريرها قام بفصله.. بدون سبب بل لم يعرف الحجاوي خبر فصله إلا في الصباح حين ذهب إلى الجريدة فوجد قرار فصله معلقا على الحائط والأمن يمنعه من الصعود إلى مبنى الجريدة.
ويبرر الحطاب السبب في ذلك بأن الحجاوي كان ينادي السادات باسمه دون أى ألقاب وأمام أى إنسان، وكان يدخل عليه مكتبه دون استئذان ويرفع الكلفة بينهما «ويهزر» معه بل «ويتريق» عليه ونصحه السادات بأن يكلمه بشكل رسمي أمام الناس ولكن زكريا لم يستجب ففصله من الجمهورية.