لطالما انتقدت – بلا هوادة – تيارات الإسلام السياسي وطريقة تفكيرها الدوغمائية الإطلاقية التكفيرية عند الاختلاف..ولكن المؤسف حقا أن يتسم بعض مثقفينا ممن أكنّ لهم محبة صافية، ببعض تلك السمات غير النسبية!
كتبت، منذ أيام، “بوست” مدافعًا عن البُعد العلميّ اللغوي في شخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي، قاصدًا – ولا تبرير هنا – أنه ذوّب عشرات التفاسير القرآنية المهملة على أرفف المكتبات وأوصلها بأسلوبه السهل القريب، وفصاحته الفذة النادرة إلى الملايين من العامة وأنصاف المتعلمين والمتعلمين غير المختصين والمختصين أيضا.. وهذا – للأسف – دور لا يقوم به كثير من المثقفين القابعين في أبراجهم العاجية.. في مجتمعات لا تحتمل مثل هذا الترف!
فماذا حدث؟!
مُورِسَ تجاهي ضرب من التكفير الفكري والثقافي والاجتماعي، حيث: أخيرًا انكشف القناع (قناعي) عن عبدة الأوثان (الذين أنا واحد منهم بالتأكيد) الذين يقدسون الدجالين مثل: الشعراوي وكشك والحويني ومن إليهم.. وهُنئت – سخرية! – بهبوط شأني إلى شأن العوامّ من سائقي التكاتك والميكروباصات الذين يعلقون صور الشعراوي على مركباتهم..
لقد مارست حقي الطبيعي في الاختلاف حتى مع بعض زملائي من المثقفين الذين لا أشك في صدق تنويريتهم..فأصدق كلمة تعلمتها من أستاذي شكري عياد: أن يكون الركبُ دليلك..هذا هو الضلال بعينه! وكلمته التي قالها مداعبا حين سئل عن مذهب الالتزام في الأدب: أنا ملتزم بأن أفكر بحرية!