لم تكن تلك الليلة كاي ليلة … كنت اجلس علي اريكتي اشاهد مسلسلي المفضل .. وانا اشاهد واستمتع ..واضحك احيانا وانزعج من الأحداث احيانا أخري .. واذ فجأة أشعر بأن هناك شيئا غريبا يحدث وان هناك اضواء في السماء تعلن أنه البرق والرعد …واذ بالمطر كالسيول في منظر بديع يعلن فرحتي العارمة بنزول الخير أنه المطر … فعرهت الي النافذة وفتحتها لاشاهد واستمتع واشم رائحه المطر … وللحظة تهت وتذكرت تلك الليلة كنت صغيرة اخاف المطر … احبه ولكني أخشي أن أسير فيه أو اتذوق حلاوة سحره ورائحته التي بها كل انواع الورد وكنت اختبيء خوفا لم اعرف مما اخاف ولماذا اخاف … هل لأنني صغيرة لم ادرك بعد …وكانت ليلة قاسية مليئة بتلك الذكريات وفجأة وجدتني اضحك وانا اقف تحت المطر في شباك بيتنا وقد طالتني الأمطار وأصبح وجهي ملاذا لقطرات المياه … وانا اتذكر تلك الليلة …اتذكر أنه يوم فراقنا … يوم اعلان الرحيل …دون مبرر … دون رد فعل مني لفعل لم اكون سببا فيه أو حتي استحق ذلك … والسؤال هل هذا الرجل حبيبي كما كنت اتصور واناديه … هل كان يستحق كل ذلك الاهتمام والمشاعر الصادقه من قلب فتاة لم تبلغ وقتها العشرون من عمرها … هل كان يستحق أن أضعه في قلبي … وعقلي وعيوني …. حقيقه لم أكن اعرف أو أدرك … فلقد أعلن الرحيل …حتي دون وداع …. يمكن لذلك لم أكن احب المطر … فقد تركني حبيبي ذات ليلة ممطرة … ولكنه بالتأكيد هو من لا يستحق … اي شيء من كل شيء … ووقتها كأي فتاة صغيرة حزنت لفراقنا ولكنني … لم أظل طويلا حزينة … فنحن نحزن علي الاشياء التي لها قيمة … نحزن علي فراق الاحباب ولكنهم يوما لم يكونوا كذلك … وبسرعه أصبحت اعشق المطر واعشق السير فيه … وان اشم تلك الرائحة التي تبث الروح في جسدي …اعشق احساسي بالسعادة والحرية والإبداع …. السعادة قرار واختيار …. ولم تكن يوما وعد بالحب … لا تربط سعادتك بوجود أشخاص … قد يرحلون فجأة ويتركونك في منتصف الطريق … أطلق العنان لقلبك وروحك وارقص بقوة تحت المطر … ارقص بقوة تحت المطر .