قدم فضيلة الإمام المجدد الذي يصعب أن يجود الزمان بمثله فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي للإنسانية تفسيرا راقيا ومبسطا ومعلما ومبدعا، كخواطر ولي عابد، وفقيه عالم، اتخذ من جمعه نواصي اللغة، والبلاغة، والفقه، والتفسير، والعلوم الإنسانية، مصدرا لتلك الخواطر الإيمانية التي لامست شغاف القلوب المتعطشة لتفسير عصري للقرآن الكريم وآياته التي كلما تقدمنا علميا كلما زادت أطر فهمنا لمعانيها ومراميها ومناطات ألفاظها التي لا تنتهي.
وهذا بالطبع يكفيه حجة أمام رب العالمين، وبشهادة كل العارفين، ويبقى هنا أن نسأل المتطاولين ماذا قدموا للبشرية؟! وماذا جنوا من ثروات؟! وكيف جمعوا ثرواتهم من المتاجرة بآلام الناس؟!
إن من يهاجمون إمام الدعاة يمكننا أن نصنفهم بين أدعياء تنوير يتخذون من الهجوم على الإمام منصة تثبيت لهم في معسكر هم دخلاء عليه، وبين منتمين لتيار فكري يناصب الإمام العداء، وبين قوم يتيهون بين هؤلاء وهؤلاء.
نعم للاختلاف الفكري الراقي، ولا وألف لا للتطاول اللأخلاقي المذموم من كل من نبت على الفطرة السليمة.. فالعلم رحم بين أهله وإن اختلفوا.. يبقى أدب الاختلاف قائم يحكمهم.. وقيمة العلم تربأ بهم دوما عن التدني لمهالك التطاول وقبحه وجهله وما يثيره من ضغائن بلا طائل.
وختاما إن الله سبحانه سخر لإمامنا الراحل ألسنة هؤلاء المغرضين ليؤذن من جديد لانتشار واسع وحضور جديد، وكشف عن كثير من الراوائع التي طواها الزمان، وليستمتع المحبون من جديد بعلم وتفسير فضيلة الإمام التي أصر دوال حياته بتواضعه الجم أن يسميها خواطر تأدبا مع الله وآياته.
وختاماً يقول الشاعر:
وإِذا أرادَ اللّهُ نشرَ فضيلةٍ * طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورَتْ * ما كان يعرفُ طِيبُ عَرفِ العُودِ
لولا التخوفُ للعواقبِ لم تزلْ * للحاسدِ النُّعْمى على المحسودِ