لفت نظري أكثر من مرة هذا اللفظ
الذي دائمًا ما يتردد في عالم كرة القدم
لفظ ريمونتادا
وحينما بحثت عن المعني فإذا به
يُشير إلى فوز غير متوقع أو نتيجة غير متوقعة بشكلٍ خاصٍّ أو قلب نتيجة المباراة في وقت قياسي
ولا يخفى عليكم أنك في مباراة بل في صراع مستمر بينك وبين الشيطان
نعم إنه عدوك الأوحد الذي يريد أن يوقعك في أسفل السافلين
قال الله تعالى محذرًا من اتباع خطوات الشيطان فقال
وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
ثم بين الله جل وعلا ما يريده الشيطان منا فقال
لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا
وقال إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ
وغيرها من الآيات التي تبين خطة الشيطان الواضحة الجلية لتدمير مستقبلنا الحقيقي
ومحور الصراع إنما يتمثل في ميزان العبد
قال تعالى فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ
وقال جل من قائل فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ
وقال فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فهو في عيشة راضية * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأمه هاوية وما أدراك ما هي نار حامية
نعم يا ساده هذا هو المعيار أليس الله جل في علاه القائل في كتابه
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
فمصيرك مرهون بعملك والعمل يترجم إما إلا حسنات وإما إلى سيئات ولا سبيل يوم القيام إلا ذلك
قال الله تعالى أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
وقال النبي ﷺ
مَن كانَتْ له مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ مِن عِرْضِهِ أَوْ شيءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليَومَ، قَبْلَ أَنْ لا يَكونَ دِينارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إنْ كانَ له عَمَلٌ صالِحٌ أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلِمَتِهِ، وإنْ لَمْ تَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ صاحِبِهِ فَحُمِلَ عليه
ولك أن تتخيل أنك في شهر رمضان تستطيع أن تقلب الموازين وتعوض ما فاتك
وأن تستعيد ما سلبه الشيطان منك وتنعم في هذا الشهر الكريم بالمنح والعطاءات الربانية
من تكفير الذنوب ومحو السيئات ورفع الدرجات
نعم رمضان ريمونتادا لا مثيل لها
وهذا الحديث يوضح لك ما أردت توضيحه
أنّ رَجُلينِ من بَلِيٍّ قَدِما على رسولِ اللهِ ﷺ، فكان إسلامُهما جميعًا، وكان أحدُهما أشَدَّ اجتهادًا منَ الآخَرِ، فغَزا المجتَهِدُ منهما فاستُشهِدَ، ومَكَثَ الآخَرُ بعدَه سَنَةً ثم تُوفِّيَ، فقال طَلْحةُ: بَيْنا أنا عندَ بابِ الجَنَّةِ، إذ أنا بهما، فخَرَجَ خارِجٌ منَ الجَنَّةِ فأَذِنَ للذي تُوفِّيَ الآخِرُ منهما، ثم خَرَجَ فأَذِنَ للذي استُشهِدَ، ثم رَجَعَ إليَّ، فقال: ارجِعْ فإنّه لم يُؤذَنْ لكَ، فأصبَحَ طَلْحةُ يُحدِّثُ به الناسَ، فعَجِبوا لذلك، فبَلَغَ رسولَ اللهِ ﷺ وحدَّثوه الحديثَ، فقال: من أيِّ ذلك تَعجَبونَ؟، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هذا كان أشَدَّ الرَّجُلينِ اجتهادًا، ثم استُشهِدَ في سبيلِ اللهِ ، ودَخَلَ الآخِرُ الجَنَّةَ قبلَه؟ قال: أليس قد مَكَثَ بعدَه سَنَةً؟، قالوا: بلى، قال: وأدرَكَ شهرَ رَمَضانَ فصامَه؟، قالوا: بلى، قال: وصلّى كذا وكذا سجدةً في السَّنَةِ؟، قالوا: بلى، قال رسولُ اللهِ ﷺ: فلَما بينَهما أبعَدُ ممّا بينَ السَّماءِ والأرضِ
نعم إدراك رمضان يعد كافيًا لقلب موازين العبد يوم القيامة
ريمونتادا رمضانية وفرصة لتدارك مامضى