أما بعد..
ولأنني أروق الحزن جدا..
استمرأ المكوث وأطال..
كان يسكت القلم عنوة..
ليدع الكلام لثورة الأعماق..
كان رحيما..
لدرجة أنه يدع الحنين المصلوب بين ضلوعي، وتلك الذكريات التي تتسكع في زواياي البعيدة تناجيك..
يدق أجراس الصد كلما طعن الشوق خاصرتي..
يعلن البكاء قيامة كبرى على كل عذر قد ألتمسه بالجوار..
وما قيمة دنيا الاعتذارات وأنا أحيا برزخ النسيان بلا ميقات..
لا أدري أأنا الذي اجترأت على عرين الصبر تهورا؟!..
أم هي الحماقة وقد دفعتني إلى شرك الحِلْم، فادعيت أني له أهلٌ؟!..
و..كذبا أصابر بلا جدوى..
يليه..
ولأني يا صديقي أجيد اقتطاف أشواك الصمت..
كنت أقدم لساني قربانا إلى حضرة الوخز بلا خوف..
وأهدي كبدي للنصال المسمومة بلا اكتراث..
من ألف أرق وأنا أرسم الشكاية على جبين الصفحات غير عابئ..
على الأرصفة..
على ذرات الغبار..
وفي تلويحات المودعين..
تغدو بطانا بالأمنيات..
لتعود خماصا وقد أبطل التجاهل المقيت صلاة حنجرتي..
وأحبط أجر كل دعاء..
يا لسفاهة الحُلمِ..
وخلف كل جفن أُغمض جذع وجع..
وفزع وهلع..
و..و..
ومكايد شتى..
لا أدري…ألي صنعت؟!..
ومن صنع؟!..
ربما قلبي..
-#يليه..
ولأن بطش خذلانك كان أقوى من أن يستهويني العتاب للمرة الأخيرة قبل الرحيل..
فها أنا يا صديقي..
لا أعرف كيف أغافل سطوة الجدران..
إلا أن أقبل بحكم الصلب..
لأغدو كصورة قديمة، هرمت اشتياقا..
فحُكمت بالمؤبد..
لتموت واقفة..
بالرضا أو بغيره..
عليها أن تكمل المأساة..
وما من ذنب يؤخذ عليها إلا أنها لم تعرف صنعة غيره..
ولاذنب لك أيضا إلا أنك لم تمنحها خيارا آخر..
أو لونا مختلفا للألم..
يااا لرأفة قلبك..
أنا لا أنكص على عقبي..
ولا أرتد صابئا عن عقيدة النزف..
لكنه فتور اليأس..
ونبوءة الصبر المتصابي تكشف عن سوءة النفاد..
كما الروح في آخر دورة للانطفاء..
أن تذوي بهدوء..
لا شيء يعيقك عن الأفول..
إلا خيالات آثمة ادخرتك زادا..
ليمتارك فراغ لا يقل اتساعا عن بؤسك..
فاهذ بما شئت..
كل الحكايات خرافة..
فهل..ت..أ..
فهل تأذن لي أن أبكي وجعي؟!..
هل لي أن أقاضيك؟!..
أم رفعت الجلسة قبل أن تبدأ..
غياب مؤبد..
وخسارة بلا ضفاف؟!..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..