منذ عامين، وبالتحديد يوم الخميس ١٥ أبريل ٢٠٢١ الموافق ٣ رمضان١٤٤٢، تُوُفِىَ الأستاذ مكرم محمد أحمد، أحد أقطاب الصحافة المصرية، بعد معاناة مع المرض.
قبيل وفاته قمت بزيارة الأستاذ مكرم فى منزله، ورغم مرضه فإنه كان يتمتع بذاكرة حديدية، وعقل متيقظ، وجلست معه فترة من الوقت، وبعدها بعدة ساعات جاء خبر وفاته ليُنهى رحلة طويلة، وممتدة فى بلاط الصحافة المصرية، كأحد نجومها البارزين، وأحد فرسانها النبلاء.
الأستاذ مكرم كان أحد أساتذة الصحافة الكبار، والجيل الثانى بعد جيل الأستاذ محمد حسنين هيكل، وعمل مع الأستاذ هيكل، وتتلمذ على يديه، وسطع نجمه كصحفى متميز، وتولى العديد من المناصب حتى أصبح رئيسا للتحرير، ورئيسا لمجلس إدارة الهلال.
إلى جوار عمله الصحفى كان نقابيا من طراز فريد، ونبيلا إلى أقصى درجة.
تعلمت منه فى العمل النقابى حرية الاختلاف، والدفاع عن المختلف معهم، وفى الوقت نفسه التمسك بالثوابت الوطنية، وعدم الخوف، أو التراجع، أو الاهتزاز فى مواجهة العواصف، والتقلبات.
عملت معه نقابيا، ولم أعمل معه مهنيا، لأننى حينما دخلت «الأهرام» كان قد انتقل إلى دار الهلال، لكننى عملت معه نقابيا فترة طويلة حينما كنت وكيلا أول للنقابة، وكان هو نقيب الصحفيين.
قاد النقابة بحكمة، واقتدار طوال فترات طويلة، ورغم مواقفه الواضحة، والصريحة جدا، فإنه كان يستميت فى الدفاع عن المعارضين له، ولا يتأخر عن مساندتهم مهنيا، أو اقتصاديا، وبكل الوسائل المتاحة، فالخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية.
رحم الله الأستاذ الكبير مكرم محمد أحمد، ويكفى أن نتابع صفحات التواصل الاجتماعى، التى امتلأت خلال الأيام الماضية عرفانا، وتقديرا للأستاذ الكبير، لنعرف مدى تأثيره، وقوته، ووجوده بيننا رغم رحيله.