كانت خطوات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأيام الماضية تدل على حكمة القائد ومحبة الأخ الكريم، وذلك عندما زار أخاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة، وتناول معه وجبة السحور، وكذلك استقبل أخيه الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات بقصر الاتحادية بمصر، وتناول الاثنان معًا طعام الإفطار لزيادة أواصر الود والمحبة والصداقة، واستثمار أجواء شهر رمضان المبارك والتي هي أيام الرحمة والبركات لمزيد من دفء العلاقات بين مصر وشعبها وبين كل من السعودية والإمارات وشعوبهما تحديدًا؛ لأنهما من أقرب الشعوب العربية بعضها البعض خاصة على المستوى الاجتماعي والفكري، وأيضًا الأسري لما هناك من مصاهرة وزواج بين هذه الشعوب قبل الأيدلوجيات السياسية والعلاقات الاقتصادية.
ومن المعلوم بالضرورة أن العلاقات المصريه – السعوديه تمتد تاريخها منذ زمن طويل؛ سواء كانت علاقات اقتصادية وثقافية واجتماعية، وأنهما حجر الأساس للعالم العربي كله، وأن تلك العلاقات من العلاقات المستمرة على مر العصور، وأنه لن يؤثر فيها كلام الخونة والمأجورين مهما حاولوا بث فحيحها وتقيأت أفواههم مس العلاقات المصرية السعودية، ولا ننسى المقولة الشهيرة للملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية في أول زيارة له لمصر عام 1946 حين قال “لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب” وترتبط مصر والسعودية بمسيرة طويلة من العلاقات نمت وارتقت إلى مصير مشترك ورؤية موحدة.
وكذلك ترتبط مصر والإمارات بعلاقات تمتد لأكثر من 50 عامًا، وهما دائمًا على قلب واحد، وأن العلاقات تاريخية ونموذجية في كافة المسارات، وأن هناك حرصًا باستمرار على تنسيق المواقف على المستوى الإقليمي والدولي، وأخيرًا ندعو الله أن يديم المودة والإخاء بين مصر والأشقاء العرب على مر العصور، وإن شاء الله سوف تظل مصر هي قلب العروبة النابض والشقيقة الكبرى لكل الأشقاء العرب، ومهما حاول أهل الشر ومعهم قوى الغرب الاستعمارية أن تدس الدسائس أو نسج خيوط المؤامرات لتفرقة الإخوة العرب فلن يفلحوا؛ لأن الله حافظ مصر وأهلها، كما هو حافظ الإخوة العرب من أي شتات، وسوف يظلون على مر التاريخ إخوة، ومثل الجسد الواحد، كما ذكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى»