مما لا شك فيه أن اليهود دمروا أكثر من مرة قبل الإسلام ، وقبل نزول الآيات فقد سباهم البابليون ، ودمرهم الرومان وذلك أنه منذ أن غضب الله عليهم نتيجة سوء تصرفهم وحقدهم على الله وأنبيائه غضب الله عليهم وجعلهم يتصرفون تصرفاً يلجىء البشرية إلى إذلالهم وضربهم يقول الله تعالى : ( وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) . وأن العذاب سيستمر فى اليهود والتدمير لهم إلى يوم القيامة . إذن لا غرابة أن يكون إفساد اليهود وعلوهم ثم تدميرهم أكثر من مرة قبل الإسلام ولا غرابة أن يكون كذلك علو وفساد بعد الإسلام مرة أو أكثر ثم تدميرهم . وبقية الآيات تمضى فتصف الواقع الذى نعيشه وتعيشه دولة اليهود . إذ بعد أن جعل الله الكرة لليهود علينا يقول الله تعالى لليهود : ( وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ) وهنا نسأل مرة أخرى : هل أمد الله اليهود بأموال وبنين غير هذه المرة ؟ لم نعرف أن ذلك قد حدث واليهود منذ أن غضب الله عليهم وهم فى بلاء متصل وعذاب مستمر فقبل الإسلام كان عذاب البابليين لهم والرومان ، وبعد الإسلام أخرجهم المسلمون من الجزيرة ثم بدأت أوربا تعذبهم فى إسبانيا وفى بقية أقطارها حتى جاء المسلمون فأنقذوهم من الإسبان واستمر العذاب ولقد عاش اليهود فى ظل دولة الإسلام عبر القرون آمنين مطمئنين ، تحفظ لهم دماؤهم وأموالهم ، ولكنهم لم يحفظوا الجميل . وحتى نرى مبلغ صدق الآية ، ونرى إعجازها بأعيننا نجد دولة اليهود تعيش على البنيين الذين يأتونها من أطراف الأرض ليمدوها بالجند ، ونرى الأموال من دول الغرب تأتيها بمساعدات مذهلة حتى تستمر فى عدوانها وطغيانها وجبروتها ، ثم يقول الله سبحانه : ( وجعلناكم أكثر نفيراً ) ، ولذلك فإن اكبر قوة فى الأرض وأكبر دول الأرض تساند دولة اليهود فى حال نفرتها وحربها . إذن هذه هى المرة الثانية من العلو فما بال الفساد ؟ وحتى يتحقق الفساد فنرى اليهود فى دولتهم يرتكبون أفظع الجرائم بحيث فاقوا كل أنواع العذاب التى عانوا منها فى زعمهم أو عاناه غيرهم . وهم قد إساءوا فقتلوا النفس الإنسانية وعذبوها ويتموا الأطفال وسجنوا النساء وهدموا البيوت واغتصبوا الأرض وأقاموا المستعمرات ، وحرقوا المسجد الأقصى والأقصى عند الله عظيم . ودنسوا مسجد الخليل عليه السلام ، والخليل عند الله هو الخليل ، وارتكبوا جريمة الجرائم فى مسجد الخليل يوم أن عمدوا إلى كتاب الله فمزقوه وداسوه . ومعجزة الرسول صلى الله عليه وسلم حين أخبرنا عن قتال اليهود وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودى خلفى فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) . وكل محاولة للصلح وتثبيت دولة اليهود يفشلها اليهود أنفسهم وذلك لأن الله يلهمهم الخطأ فيرفضون كل الحلول لأن اليهود لا يعالجون أى أمر إلا بالحقد والتآمر والخديعة ، ويقرر الله أن لا عقل عندهم فيقول : ( لا يقاتلونكم جميعاً إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) .
Fawzyfahmymohamed@yahoo.com