لم تشهد مصر على مدار عقود ماضية خلال شهر رمضان تكافلا وتراحما بين أبناء الوطن وذلك من أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع الأهلى والمواطنين مثل ما حدث خلال رمضان الماضى، وذلك استشعارا بالظروف الاقتصادية الحرجة التى نمر بها جميعا، وكما تقول الحكمة، “لا أحد ينام من غير عشاء” كان بالفعل فى مصر لا أسرة إلا وكان لديها إفطارها وسحورها وتموينها أيضا من غالبية السلع الغذائية الأساسية خلال هذا الشهر الكريم.
أطلق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى مبادرة كتف فى كتف بمشاركة مؤسسة حياة كريمة لدعم غير القادرين فى جميع المحافظات حتى الحدودية، وقامت بتوزيع أكثر من 4 ملايين كرتونة مواد غذائية على المواطنين الأكثر احتياجا، وهذه الكرتونة تكفى أسرة من خمسة أفراد لمدة شهر، كما قامت معظم الشركات والمصانع بإعداد إفطار مجانى لموظفيها وعمالها فى معظم أيام شهر الخير، وقام رجال الأعمال وهم كثر بالتبرع بكميات كبيرة من كراتين المواد الغذائية للجمعيات الخيرية والمساجد وبعض المستشفيات وكذلك المدارس، لتوزيعها على الطلبة والطالبات الأيتام ومن الأسر محدودة الدخل، وقام عدد كبير من المدارس بإعداد حفلات إفطار مجانية لهؤلاء الطلبة والطالبات وأسرهم، وتوزيع المواد الغذائية والملابس الجديدة عليهم وكذلك مبلغ من النقود، بالاضافة إلى أن غالبية شوارع المحروسة كانت تتزين وتتجمل بموائد الرحمن لإفطار الصائمين من المساكين والأسر الفقيرة وعابرى السبيل، ناهيك عن الشباب المصرى الجميل الذى كان يقف فى الشوارع وعند المطبات الصناعية وعلى الطرق السريعة لتوزيع التمر والمشروبات ووجبات الإفطار على قائدى السيارات والعابرين، وذلك قبل أذان المغرب بدقائق.
والآن وقد انتهى شهر رمضان الكريم، ولكن أهل الخير موجودون بكرمهم وتراحمهم، وأتمنى أن يوصلوا أعمال وأفعال الخير قدر الإمكان تجاه الأسر المحتاجة والفقراء، حيث ما زال الوضع الاقتصادى صعب على غالبية الأسر المصرية، وأتمنى من وزارة الداخلية والتى على رأسها الوزير اللواء محمود توفيق، أن تمد فعاليات مبادرة كلنا واحد حتى نهاية العام بدلا من شهرين، كما تم الإعلان، وذلك فى كل المحافظات وفتح معارض وشوادر سلعية جديدة وزيادة عدد سيارات منظومة أمان المحملة بكميات كبيرة من السلع الغذائية بجودة عالية وبأسعار مخفضة بنسبة كبيرة عن مثيلاتها بالأسواق وذلك مراعة للظروف الحالية.