لو كنتُ خُنتُكَ
لاستحيتْ!
لو بِعتُ صدقكَ
بالتقاريرِ الكذوبةِ
والنفاقِ المحضِ يوماً
لاستحيتْ
لو كان لي وطنٌ سوى عينيكَ
أيضاً لاستحيتْ!
لو أنَّني
ساومتُ في السوقِ الحرامِ عليكَ
بعتُ أو اشتريتْ
لتبرأتْ نفسي لأجلِ هواكَ من نفسي
لكنتُ ذبحتُني
ولما اشتفيتْ!
لكنَّني
والله يا وطنَ الكرامِ
-وأنت تدري-
لم أكنْ إلا كما ربَّيتني
وكما اشتهيتْ
بنتَ الرجالِ السُمرِ
أربابِ الفضائلِ والنُهى
الصِيدِ الجحاجيحِ الألى
مهروا ثراكَ دماءهم
ما بينَ مجروحٍ وميْتْ!
أسكنتُ كلَّ ثراكَ في قلبي
ولم أرَ غيرَ وجهِكَ موطني وجهاً
فزنتَ قصائدي
بيتاً فبيتْ
يا أيها الوطنُ الذي
لو تفتديه الروحُ مني
لافتديتْ!!
يا أيها الألف المُفدَّى مرتين
ولامُ لوحي في شرافاتِ المسيدِ
وسينُ ساقيةٍ لجدَّي لم تزلْ
دوارةً بالخيرِ
واو الوجدِ
دالُ دعاء أمي مشرقاً بالنور
يا نونَ النفيرِ
إذا تداعى الطيبونَ
وجدتني حالاً أتيت!