لا يخفي الجد سعادته عندما يلعب الشطرنج مع حفيده ، وأثناء اللعب يتواصل الحوار الهادئ بينهما . ويحاول الجد قدرالمستطاع تبسيط المعلومات بما يتناسب مع فارق السن مع الحفيد ، هذا الفارق الذي يبلغ حوالي 58 عاما .
وكان الجد قد وعد القراء الأعزاء في مقال الأسبوع الماضي والذي كان بعنوان ( حوار على رقعة الشطرنج ) أن يعرض لهم تفاصيل الكتاب الخطير جدا ( أحجار على رقعة الشطرنج ) للكاتب الكندي ذو الأصل الانجليزي وليام جاي كار والذي استعرت منه عنوان المقال.
ولكن بالبحث الطويل والدقيق عثرت على معلومات كثيرة عن المؤلف الدكتور وليام جاي كار، دفعتني للتوقف عند شخصية الكاتب الذي دفع حياته ثمنا لتمسكه بكلمة حق والتي أظهرها في كتبه ، على أن أحيل السادة القراء إلى الكتاب للاستمتاع بقراءته وهو متوافر بكثرة على الانترنت رغم محاولات كثيرة لإخفائه بعد مقتل مؤلفه .
بمجرد البحث باسم الكتاب على موقع جوجل تظهر الاف المواقع التي تعرض وتلح عليكم لتنزيله مجانا.
ولد وليام جاي كار بمنطقة لانكشاير بإنجلترا يونيو عام 1895 وتوفي بأونتاريو في كندا في أكتوبر1959 وكرس حياته التي بلغت 64 عاما للبحث عن الحقيقة ليس بين صفحات الكتب والمراجع فقط ، بل بمعايشة الأحداث على أرض الواقع فهو أستاذ جامعي تخصص في العلوم التوراتية وبالآثار القديمة. وقد قضى فترة في فلسطين وقام بالتدريس بالجامعة (العبرية) في القدس. وقام بزيارة مختلف مناطق الشرق الأوسط. ويجيد اللغة العربية والعبرية والانجليزية والفرنسية.
وقد قضى وليام جاي حوالي 40 عاما من الفترة بين عام 1911وحتى عام 1950 يجمع الوثائق والمعلومات ، وساعده في مهمته أيضا المناصب الهامة التي شغلها سلاح الغواصات البريطاني والمخابرات الملكية، ووزاة الإعلام، المكتب الصهيوني ، والبحرية الكندية ، وقد شارك في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية .
واستمر 8 سنوات يدقق المعلومات والأحداث ويرتبها ويربطها ببعضها البعض حتى خرج الكتاب الخطير ( أحجار على رقعة الشطرنج )إلى النور عام 1958.وقام بترجمته الى اللغة العربية الأمير محمّد سعيد الجزائري الذي ولد لأسرة جزائرية مقيمة في دمشق ،وهو حفيد المجاهد عبد القادر الجزائري قائد الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي التي دامت 17عاماً من عام 1830 حتى عام 1847. واحتجز جده في السجون الفرنسية حيث تعرض لتعذيب شديد، قبل اطلاق سراحة ونفيه إلى دمشق عام 1855. واستقرت عائلة الجزائري في زقاق النقيب بحي العمارة، خلف الجامع الأموي، حيث ولد الأمير محمّد سعيد عام 1883، سنة وفاة جده الأمير عبد القادر.
وأجمع خبراء السياسة والإستراتيجية والمؤرخون على أنه لا يوجد كاتب وكتاب على مدى التاريخ أثار مثل هذه الضجة التي أثارها هذا الكتاب. وأن السبب في ذلك أن الكتاب عبارة عن مرجع موثق لكل من يريد أن يعرف سر ما يحدث في العالم, بمعني أنه يقدم تفسيرات مشفوعة بالأدلة والأسانيد لإحداث جسام مر بها العالم، من بينها الثورات الكبري، والحربين العالميتن الأولي والثانية، والأحداث التي وقعت ولا تزال تقع في العالم بعد الحرب العالمية الثانية حتى. ومن هنا كانت (عالمية) الكتاب بمعني أنه يهم كل من يعيش علي الكرة الأرضية وليس شعبا بعينه ، أو أمة بذاتها.
وأهم ما يميز الكتاب أنه لم يتناول وقائع حدثت وانتهت ولكنه يقدم عملية استقراء لما سيحدث للعالم- لاحقا أي بعد صدوره – وهو الأمر الذي أبقي الكتاب, رغم مرور عقود علي صدوره حيا، وخلد صاحبه معه، خاصة بعد أن صدقت توقعاته وأثبتت الأحداث التالية صحة نبوءاته.
وقد طغى كتاب ( أحجار على رقعة الشطرنج ) على مؤلفات أخرى للدكتور وليام جاي كار وهي ( الشيطان أمير هذا العالم ) ، وكتاب (ضباب أحمر يعلو أمريكا ) ، وكتاب (سرقة أمة) الذي طبعه عام 1952أي بعد إغتصاب فلسطين بـ 4 سنوات فقط وتناول كار القضية الفلسطنية من مختلف جوانبها. وقام بتحليل محتويات الكتاب المقدس و(النبوءات الثوراتية والوعود والمواثيق التي قطعها الرب لبني إسرائيل). وظهرت قدرات المؤلف العلمية في مجال اختصاصه الأساسي في العلوم التوراتية والآثار القديمة وأثبت بطلان ما يسمى ( الحق التاريخي لدى اليهود) وبشكل علمى موثق .
وأهمية هذا الكتاب للقراء العرب والمسلمين أنه يزودهم بمزيد من المعرفة والإيمان بعدالة قضية فلسطين.
Aboalaa_n@yahoo.com