يصر نيتانياهو وحكومته على إفشال وقف إطلاق النار بكل الحيل والأساليب والألاعيب، فهو لا يريد أسري، ولا يريد تهدئه، بعد أن تحول إلى سفاح، ومجرم حرب، لايريد إلا نفسه فقط بالمفهوم الحرفى واللفظى للكلمة.
بالأمس تمت المرحلة الثانية من خطة تبادل الأسرى والمحتجزين فى إطار خطط وقف إطلاق النار، لكن نيتانياهو لديه إصرار غريب وعجيب على إفشال الخطة، وعدم الوصول إلى المرحلة الثانية.
ما يؤكد ذلك هو ما يحدث فى الضفة الغربية الآن، وتحديداً فى مخيم جنين الذى تحول إلى غزة جديدة، وكأن «جنين» فى دولة أخرى وليست جزءا من الأراضى الفلسطينية المحتلة، وسكانها ليسوا من أبناء الشعب الفلسطيني.
على الجانب المقابل تنتهك القوات الإسرائيلية اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان، والأخطر تأكيد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بعد اجتماع المجلس الوزارى الأمنى أن الجيش لا ينوى الانسحاب الكامل طبقا للاتفاق، وأنه ينوى تمديد بقاء القوات الإسرائيلية فى جنوب لبنان. فى واشنطن خرجت تأكيدات من ترامب نفسه على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار، ولم يكتف ترامب بذلك بل أرسل تهديدات مباشرة لمن يسهم فى خرق الاتفاق، لكنه لم يوضح من المقصود بهذه التهديدات، وهل المقصود حماس أم إسرائيل أم المتسبب فعلياً فى انهيار الاتفاق؟!
كل الشواهد توضح بجلاء إصرار نيتانياهو على إفشال كل محاولات التهدئة فى المنطقة، فهو يريد إشعال الضفة ليقوم بعض الأفراد من غزة بالرد، لكى يعاود جرائمه، وإعادة احتلال غزة من جديد ونسف الاتفاق الذى جاء بعد 15 شهراً من القتل والتخريب والإبادة فى قطاع غزة.
ربما يكون الجانب الإيجابى الوحيد فيما يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلى وعصابته الحكومية أنه يكشف بوضوح عن نوايا إسرائيل العدوانية، وأنها دولة لا تبحث عن سلام، ولا تريد العيش المشترك، وأنها تريد أن تستمر دولة بلا حدود لتعيث فساداً فى المنطقة طبقا لتصوراتها الإرهابية المتطرفة فهل يعى العالم العربى ذلك ؟!