الكلمة وهل ندرك معني الكلمة القرآن الكريم كلمة المسيح عيسي ابن مريم كلمة ألقاها الي مريم العذراء.. كلمة قالها رب العزة في محكم التنزيل قد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه وقالها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النفس لامارة بالسوء وقالها المسيح عليه السلام أن ماذا يربح الإنسان إذا كسب العالم كله وخسر نفسه …
اذا نتفق علي عبارة هامة أن الوصول الي عمق المحيط اسهل من الوصول الي عمق نفس بشرية… دعونا نقف أمام أنفسنا في حالة صمت وسكون لاننا للاسف ليس لدينا فكرة تقبل الآخر وللاسف ليس لدينا فكرة تقبل النقد مع أن الاختلاف سنة كونية وان الأمر الطبيعي أن نختلف وقالها رب العزة لو شاء ربك لجعلكم امة واحدة بالرغم من أن أصول الأديان واحد سواء يهود أو مسيحيين أو مسلمين فكلنا أبناء ابراهيم …
البداية..
قد اختص الله البعض من عباده وهبهم الله وهو الوهاب فهم وإدراك متزايد وعميق لأنفسهم، ولديهم أيضًا قبول متزايد لما يفهمونه ويكتشفونه في أنفسهم، يتمتعون بقدر متزايد من الصحة النفسية والروحانية .
لا يعني هذا ببساطة أن كل ما علينا أن نفعله هو أن “نحب أنفسنا أكثر” وينتهي الأمر. هذا توجيه مبسط أكثر من اللازم. في أحيان كثيرة تكمن المشكلة في أننا إما نحب أنفسنا أقل من اللازم أو نحب أنفسنا أكثر من اللازم وبالتالي مع ضغوط الحياة المستمرة فقدنا الاتزان النفسي والروحانية مما أدي إلي خلل في ميزان النفس والروح ..
العنصران اللذان يفتقر إليهما أغلبنا هما عنصرا الفهم والقبول أو بالمعني الأدق فقدنا فهم تقبل الآخر أو بالمعني ليس لدينا رغبة في فهم الطرف الآخر أي أننا للاسف نفهم أنفسنا وليس لدينا رغبة ان نقبل ما نفهمه من الطرف الآخر حتي لو كان علي صواب …
اولا
الفهم
الفهم لا يعني معرفة كل شيء، فلا أحد يعرف كل شيء عن نفسه، لان الكمال لله وحدة وان الإنسان مخلوق ضعيف يبحث عن الكمال والكمال موجود في اله لم يراه لكنه آمن به ولكن المقصود هو الحصول على وعي متزايد بما يحدث في النفس من صراعات وما يجوب صفاء الذهن من أفكار تلقائية وما يجيش في النفس من مشاعر… هذا الوعي المتزايد يتيح الفرصة للتعبير، والتعبير بدوره يُعمّق الوعي ويجسّده، وهكذا ندخل في حلزون صاعد من النمو في معرفة النفس.
القبول…
أيضًا القبول لا يعني الموافقة التامة على كل ما نجده في أنفسنا لكن علينا التغيير الي الأصلح وان نواجه أنفسنا بعقولنا وبإخطائنا بمعني ان الجوع للحق فضيلة فلا يوجد أحد فوق الأخطاء فقد خرج سيدنا يونس في بطن الحوت لخروجه عن أمر ربه وسيدنا موسي حينما وكز رجلا فقتله وسيدنا محمد تأخر عن فتح الباب لرجل اعمي نزلت سورة عبس .. اما عدم الرغبة في التغيير والنمو. القبول يعني ببساطة الاعتراف بالواقع والتعامل معه بنضج وبقدر متناقص من الدفاعية (أقول قدر متناقص من الدفاعية ولا أقول بلا دفاعية تمامًا، فوحده الله القادر أن يرى الحقيقة بلا قلق أو دفاع فسبحان من لا تخالطه الظنون ومن يقول للشئ كن فيكون .
فن التعايش مع الواقع
على سبيل المثال لا الحصر لكي يتعايش مريض السكر مع مرضه و يقي نفسه من مضاعفاته عليه مقولة سمعتها من مريض سكر حينما قال احترم المرض يحترمك .. اذا مريض السكر عليه أن يقبل حقيقة إصابته بهذا المرض، ولا ينكره. فعندما يقبل مريض السكر حقيقة المرض، سوف يطيع نفسه قبل الطبيب ويلتزم بالنظام الغذائي السليم، ويتناول جرعات الأنسولين بانتظام. هذا بالطبع لا يعني الموافقة على مرض السكر أو الوقوع في غرامه لكن هذه نظرية تسمي الاحترام المتبادل بحيث إذا تم مثلاً اكتشاف شفاء تام من مرض السكر فإن المريض سوف يرفضه.
الفهم والقبول خطوتان تفتحان الباب للتعامل مع النفس بشكل ناضج دون إنكار للنفس ودون الانشغال الزائد بها.
ومما هو جدير بالذكر هنا.. أن هذين الموقفين المتطرفين في العلاقة مع النفس يؤديان إلى بعضهما بعض ويقويّان من بعضهما بعض. فإفراط البعض في الانشغال بالنفس ينفر البعض الآخر من فكرة الوعي بالنفس ويعتبرها أنانية أو نرجسية، والعكس بالعكس، فالإفراط في تجاهل الحقائق النفسية الداخلية يؤدي بالبعض الآخر إلى الغرق في تحليل النفس والانشغال بها عن الحياة والآخرين. قد يحدث هذان الموقفان أيضًا كمرحلتين متتاليتين في تاريخ حياة الإنسان الواحد.
النهاية .
علينا أن نقف جميعا امام مرآة الحقيقة متحررين متجردين ليس من ملابسنا لكن من كل وهم فارغ وان نفكر بهدوء وعدم الإصرار على التجاوز في حق أنفسنا أو الغير …
واختتم مقالتي بكلمة تعبر عن الحال… يا اولاد آدم كلنا راحلون اين من كانوا علي الارض واين من حكموا الأرض أصلحوا انفسكم والسيرة أطول من العمر لان هناك احياء تحت التراب وموتي فوق الأرض يسيرون بيننا … واتركوا بصمة قبل الرحيل .. اتركوا بصمة قبل الرحيل