بعد أيام قليلة، إن شاء الله، يبدأ ماراثون دخول المدارس والجامعات، وتعاني معظم الأسر المصرية حاليًا كيفية تدبير التكاليف المالية لشراء مستلزمات أولادها التلاميذ والطلاب؛ من ملابس وأحذية جديدة وأدوات مدرسية ودفع الرسوم المدرسية والجامعية، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي تواجه هذه الأسر حاليًا من ارتفاع كافة السلع الغذائية وغير الغذائية والخدمات يومًا بعد يوم، ونتيجة أغلبها ظروف اقتصادية عالمية؛ بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية، وتأثر سلاسل الإمداد وأيضًا نتيجة جشع واستغلال بعض التجار، وضعف الرقابة عليهم.
وهناك جهد محمود من الدولة وأجهزتها للتخفيف على المواطنين في ظل هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب كافة اقتصاديات دول العالم؛ حيث أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي 8 قرارات مؤخرًا منها رفع الحد الأدنى للأجور إلى 4 آلاف جنيه، وزيادة المعاشات بنسبة 15%، وزيادة منحة تكافل وكرامة؛ وإعفاء المتعثرين من الأقساط التي عليهم للبنك الزراعي من الفلاحين البسطاء، وغيرها، وأيضًا قيام وزارات التموين والتجارة الداخلية والزراعة والداخلية وجهاز الخدمات للقوات المسلحة واتحاد الغرف التجارية بإقامة عشرات المعارض السلعية ومستلزمات المدارس بأسعار أقل بنسب معقولة من مثيلاتها بالأسواق، وذلك في كافة المحافظات.
وضرورة أن يكون هناك دور إيجابي لرجال الأعمال والقادرين ماديًا، والشركات والمؤسسات الاقتصادية والمجتمع المدني في مساعدة كافة الأسر متوسطة ومحدودة الدخل بالمساهمة المالية والعينية لإعانتهم في تحمل مشقة تعليم أولادهم في كافة المراحل التعليمية؛ سواء بإهدائهم احتياجاتهم ومستلزماتهم المدرسية والملابس وغيرها، أو بمنحهم الأموال.
ويجب على المختصين بالمدارس الحكومية عدم التعنت وتغيير الزي المدرسي عن العام السابق، وإلزام التلاميذ بشرائه من المدرسة أو من متجر معين؛ وذلك للتكسب منه، والالتزام بقرارات وزير التعليم بإعفاء الأيتام وأولاد المطلقات والمستهدفين بحياة كريمة، وأصحاب الظروف الاقتصادية الصعبة وغيرهم من دفع الرسوم المدرسية.
وأخيرًا علينا أن نتذكر جميعًا حديث رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه…”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.