ناقمةٌ حُمرةُ عيْنيكِ،
تُحدِّقُ براسمِ معَالمِها، ترْسمُكِ ريشتُهُ
كروحِ شبح يعْترِيكِ والأنين.
خُصلاتُكِ جَداول تنسابُ مُغْتربة،
يُعانِقُها التُّرابُ،
تفْتقدُ النِّعمَ القَلِيلَة.
نَظراتُكِ مُدْمِيَّةٌ تُداعِبُ عَجْز مُرُوءَتنَا.
عُروبتُكِ خِنجرُ خِزْيٍ، يُمزِّقُ الأوْردَةَ فِينا.
جلسَتُكِ مُثبّتةٌ، علَى أرضٍ جدباء تشْتَكِينَا.
شُعوبٌ غَافلةٌ تَسْتلذُّ رفهَ مَواطِنِها.
تَتجَاهَلُ حُرقةَ المُقَلِ،
تكْفيهَا الفُرْجةُ و الحَنِين.
عُذْرًا منكِ يَا أمِيرةُ القدْسِ، لاَ تبْكِينا.
اشْتَكتْ ألْسِنتُنَا، خُمولَ صَمتِها، تُعَزِّينا.
تَستنجدُ باللهِ شَفقَةَ العَاجِزين.
مَا أحوَجَنا لتَرتِيبِ المدَائن منْ عفَنِ، مُحْتلينَا.
نحتَضنُ الأوْطانَ المَسلُوبَة، بالدُّمُوعِ، تكْفينا.
لا تُجْدِي الوُعودُ المزْعُومةُ لعَينيْكِ، أعْذُرينَا.
هجَرنَا أرَاضِي المعَاركِ تسْتنجِدُ، معَالينَا.
نُطَأطِئ الرُّؤوسُ ذليلةً ، شَامِخينَا.
لاَ عرُوبةُ نفْتدِيهَا، وَلا عزةُ نفسٍ، تعْتَرينَا.
عُذرًا وعذراً يا سليلةُ الشرفِ، يا كريمةُ النَّفسِ.
نحنُ صَامِتونَ، لآخرِ رمقٍ وهذا، يكْفينَا…
وهذا يكفينا.