الآن أسقطُ
ليس من ضربةِ شمسٍ
أو ضربةِ كأسٍ
أو ضربةِ القدر
أسقطُ خِلسةً
كأيِّ ورقةٍ من كتابٍ
كأيِّ يومٍ من التاريخ
وأنسلُّ مثلما ينسلُّ الليلُ من كتفِ النهار
مثلما ينسلُّ إخوةٌ من الدَّم
لأدرِّبَ كهفا على الظلام
قاتلتُ مذ عصورٍ
لأنظِِّفَ الإرثَ من رائحتهِ العَطِنة
ولتبقى الحياةُ على القيد
فاختطفتني البنادقُ
و الشِّعاراتُ موزَّعةً على الخناجر
ونعيتُ جسدي مذ صرخته الأولى
كي لا تتبدَّلَ الحناجرُ
وها أنذا ، أسقطُ
ترشقني الكلِماتُ بالحجارة
و السُّلالاتُ بالجُثت
والإخوةُ الراسخون بالدَّم
دمٌ مصعوقٌ من لوحةِ هابيل
دمُ في قصعةِ العائلة
دمٌ يغتسلُ في كُحْلِ المُراهقة
دمُ على ظهرِ العشيقةِ و الهضبة
دمٌ تعلَّقَ بالرّْمشِ
دمٌ ذهبَ مع النَّعشِ
دمٌ مغموسٌ مع الخُبزِ في آنيةِ القتلِ
ها أنذا هاربا ، أسقطُ
كأسلافي القُدامى
على قوائمَ أربعَ
حيثُ الدَّمُ ؛ شهوةُ الانسان !
المغرب