ربما يستغرب القارئ والمستمع العربي من الكلمات (لسنا مجرد ارقام ) عند قراءتها وسماعها وربما قد تمر عليه مرور الكرام , لكن في الحقيقة فإن وقعها ذات اثر مؤلم وعميق في ذات النفس لأنها لم تصدر لمجرد الاستعراض والشو الاعلامي وتصدر الترندات , بل صدرت لأنها تمثل القضية الفلسطينية وما نراه على صفحات التواصل الاجتماعي .
تداول العديد من الفلسطينيين الذين نجوا وبشكل مؤقت من القصف العدواني للكيان الصهيوني هذه العبارات وهم يصفون هول ما يعيشونه وصدمتهم مقابل السكوت العالمي وهم يرددون لسنا مجرد ارقام منتظرين قضاء نحبهم بطوابير متسلسلة في اي لحظة ويودعون احبتهم ومن يهمهم الامر ويرسلون رسالة للعالم المتفرج باننا اليوم هنا معكم على نفس الارض وتحت نفس السماء ولكن ليس الغد وانما بعد لحظات سنكون تحت الارض وسنكون مقابل هذا الصمت ارقاما .
هذه الارقام والاعداد المهولة من الضحايا بالمنطق فإنها لا تقبل القسمة لكنها واقعا قبلت بالطرح العددي وستقبل بالجمع وكذلك الضرب مالم يتم ايجاد حلول ملموسة عاجلة وسريعة .
ولكونهم يمنون النفس بأن يتم الاستغناء عن هذه الكلمات نهائيا ويبتعد شبح الخوف عنهم عن طريق ايجاد حلول مصيرية وليس مجرد حلول مؤقتة وبديلة تؤدي لأنهاء القضية او استبدال الارض بغيرها حتى لا يكونوا مجرد ارقام.
واخيرا لعل الضمير العالمي يستيقظ ليس فقط بالتضامن المستمر والمظاهرات الشعبية في العالم التي خرجت ونددت منذ بداية الازمة ولغاية الان بل عسى ان تتحقق تلك الامنية بتحرك اصحاب القرار السياسي ومن يقع على عاتقهم تحمل المسئولية الكاملة .