تتميز مصر بأنها منبع لمبدعي الفكاهة على مدى السنوات وكم أنجبت من مبدعين تخصصوا في إطلاق النكت الساخرة والساخنة وأثارت إعجاب الكثيرين ، ولدينا راحل عظيم في مجال الكوميديا والسخرية لم يأخذ حقه بعد : إنه ابن السويس..الراحل إسماعيل ياسين الذي يستحق أن يكون شابلن العرب بكل المقاييس..
وعلينا أن نخلد ذكراه بإطلاق قناة تليفزيونية تحمل اسم أبو ضحكة جنان..اسماعيل ياسين..والد المخرج ياسين إسماعيل ياسين..اقتراح أطرحه معكم أيها الأصدقاء
أعلم أن قنوات الكوميديا على النايل سات.. واخوته من الأقمار الأخرى.. أكثر من الهم على القلب.. فكما استثمرت القنوات فى الدراما والمسلسلات.. لجذب مزيد من الإعلانات تدعم بها قنواتها الرئيسية للتوك شو.. لم تنس الهجوم على الكوميديا.. بتوصيف وبث قنوات أخرى.. تقدم من خلالها الأفلام والمسلسلات الكوميدية.. وبرامج المقالب والكاميرا الخفية.. ولا مانع من اتجاه متزايد لمسلسلات كارتون.. أو أخرى خارجة عن السياق الدرامى والأخلاقى.. كما يحدث فى اللغة التى تقوم بها معظم مسلسلات الست كوم.. >> بالمقابل هناك قنوات اعتمدت لقب الكلاسيكية.. أو أفلام الزمن الجميل.. وعندما أوشك رصيدها على النفاذ.. أدخلت ضمن ساعات البث.. مسلسلات وطنية وتاريخية وكوميدية.. منتقاة بعضها تعيد وتزيد فى بثه خلال كل الدورات.. بينما تتشارك جميع القنوات، العامة فى إذاعة مسرحية جديدة أو قديمة متاحة من الأرشيف فى سهرة الخميس أو الجمعة من كل أسبوع.. وتخفف على المشاهد عبء متابعة برامج التوك شو.. التى تنافس بعضها فى تخصص الكوميديا. >> ولأن السموات مفتوحة.. والبديل المتاح المباريات الرياضية يرتبط دائمًا بمسابقات دورى أو كأس أو منافسات افريقية وعالمية.. حصلت على بثها الحصرى الجزيرة وأصبحت عماد المشاهدة فى المقاهى.. ولأن عالم المسلسلات الأجنبية له زبائن يتابعونه مترجمًا أو باللغة الأم.. فالتوسع حاصل فى قنوات الكوميديا.. لأن خطوات انشائها بسيطة، وإجراءات ملئها بالمادة الفيليمة سهلة.. كما نلاحظ أن نسبة المشاهدة للأفلام الكوميدية عالية جدًا.. والمشاهد لا مانع لديه من مشاهدتها عدة مرات.. لتنطلق الضحكات من افيهات سجلها هؤلاء العظماء فى أفلامهم، وتسربت حتى لترويج الإعلانات «نورماندى تو.. فتشنى فتش.. على سبيل المثال».
ويتمتع هؤلاء الهواة الراحلون.. بحس كوميدى عال.. وتنافس على إضحاك المشاهدين مع قليل جدًا من الإسفاف ومازالت أفلامهم حية.. فى حين أن المنافسين الجدد ومنهم الزعيم عادل إمام – أطال الله فى عمره – لا يملكون نفس الصمود والترحيب المشاهدى بالتكرار.. >> انظروا مثلاً إلى إسماعيل ياسين.. ابن السويس.. الذى حضر لأم الدنيا.. لأداء المونولوج فى الأفراح.. ثم التقطه رجال السينما ليتصدر عدة سنوات مكانة الرجل الثانى بعد البطل.. لتتعلق به الأنظار وينجح فى الآنسة حنفى بسرعة الصاروخ.
لتكتب الأفلام باسمه.. إسماعيل ياسين فى كل مكان.. فى الجيش والبوليس والأدغال وحدائق الحيوان.. حتى مستشفى المجانين دخلها ممثلاً أكثر من مرة.. يسانده هواة ساعة لقلبك ومجموعات متجددة من الهواة.. إسماعيل هو الأوفر حظًا ونجاحًا بين جيله.. على الرغم من معاصرته لنجيب الريحانى وعلى الكسار بربرى مصر الوحيد.. ثم فتح الباب لعبدالفتاح القصرى وزينات صدقى ومارى منيب.. وتوفيق الدقن.. وخرج من تحت عباءته أحمد رمزى وهند رستم وزهرة العلا.. ناهيك عن الشخصيات النمطية الأخرى. >> والمشاهد لأفلام إسماعيل ياسين.. يجدها مليئة بالدروس الاجتماعية واستخراج النكتة من بحيرة الألم.. وكان الرجل صادقاً مع نفسه عندما تفرغ للكوميديا مسرحًا وسينما حتى مات مفلسًا.. تاركًا ابنًا وحيدًا محبًا للفن هو ياسين إسماعيل ياسين. إن تخصيص قناة لكوميديا إسماعيل ستكون عملاً ناجحًا يتجاوب معه المشاهد.. ولا مانع من ضم المسرحيات والدراسات وآراء النقاد عن فترة ذهبية.. مازالت الأجيال تعتبرها واحة فيحاء تلقى فيها بهموم النهار وأحزان المساء.