استقلت القطار،كانت تحلم بالسفر الي مكان بعيد عن الناس لا تريد ان ترى شيئا،طوال رحلتها ظلت صامته، تراود مخيلتها افكار عديدة في ترتيب تلك الحياة الجديدة البعيدة.وعندما تصل الي محطة تجدها مليئة بالمسافرين الذين ينتظرون ،تنظر بتعمق في وجه الناس وتحدق بعيونهم المتعبة ،وتجد الكل يصارع من أجل اللاحق بالقطار تنطلق الصافرة معلنة الرحيل .يمضي ويمضي بين الزراعات ،وعند كل محطة تجد الكثير والكثير من البشر الذين يلهثون وراء لقمة العيش ،تنتظر وتنتظر حتي تأتي المحطة الخالية ،عيناه تحدق في كل الوجوه تبحث عن شئ مجهول بينهم .وعندما تأتي المحطة الأخيرة تركض من أجل النزول الي حياتها التي سعت اليها بعيدة عن الوجوه العابثة والالسنه التي لا تكف عن الاحاديث التافهة،والعيون التي لم تعد تعرف سوى الكذب.هرب القطار مسرعا من تلك المدينة الخالية ،وهنا تركت حقائبها وظلت تهرول بين الحقول وتحتضن بيدها اغصان الاشجار ،تفتح عيناها الي السماء وتردد كلمة واحدة “الحرية”.