تمكن الباحثون من توصيل “جزء صغير من المخ” في نظام ذكاء اصطناعي، وذلك باستخدام أنسجة عصبية للمساعدة في إكمال المهام الحاسوبية. ويمكن أن تمثل هذه التجربة خطوة نحو “الكمبيوترات الحيوية”.
ولتعزيز قوة الحوسبة لدى الذكاء الاصطناعي (AI) ، قام الباحثون بدمج التعلم الآلي العادي مع نموذج متطور ثلاثي الأبعاد من المخ البشري، يتكون من أنواع مختلفة من أنسجة المخ التي تزرع في المختبر.
ورغم أن هذه الطريقة بعيدة عن تقليد البنية الحقيقية للدماغ أو كيفية عمله، لكنها تستعير الحيل من علم الأحياء لتصبح أجهزة الكمبيوتر أكثر قوة وفعالية في استخدام الطاقة مقارنة بالأجهزة التقليدية. يمكن أن يؤدي ذلك أيضًا للتعرف أكثر على كيفية عمل الدماغ البشري وكيف يتأثر بالحالات التنكسية العصبية، مثل مرض الزهايمر والشلل الرعاش.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، فيج جوز: “يمكننا تشفير المعلومات-مثل الصور أو المعلومات الصوتية-في النمط الزمني المكاني للتحفيز الكهربائي”.
ورغم أن الجزء الدماغي أبسط بكثير من الدماغ الفعلي -حجم صغير من خلايا المخ -فإنه يتمتع ببعض القدرة على التكيف والتغيير استجابة للتحفيز. ومثل هذه التغييرات في الدماغ تغذي قدرتنا على التعلم.
باستخدام هذه الأجهزة، قام الباحثون بتدريب هذه الخوارزمية الهجين على نوعين من المهام: أحدهما يتعلق بالتعرف على الكلام والآخر على الرياضيات.
هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها جزء عضوي من الدماغ مع الذكاء الاصطناعي، أما الدراسات السابقة فقد استخدمت أنواعًا أبسط من الأنسجة العصبية التي يتم زراعها في المختبر بطريقة مماثلة.
وقالت لينا سميرنوفا، أستاذ مساعد الصحة والهندسة البيئية بجامعة جونز هوبكنز، إن الأبحاث المستقبلية يمكن أن تحاول الجمع بين أجزاء الدماغ والتعلم.
إحدى مزايا الحواسيب الحيوية هي كفاءة الطاقة، فأدمغتنا تستخدم طاقة أقل بكثير من أنظمة الحوسبة المتقدمة اليوم. ويقول العلماء إن الأمر قد يستغرق عقودًا قبل التمكن من استعمال هذه التقنية لصنع حاسوب حيوي للاستخدام العام.
لكن قياس هذا الذكاء قد يكون صعبًا. من المعقول تكوين أعضاء عصبية بشرية مخبريًا في يوم من الأيام ويمكن أن تعمل مثل الدماغ ولديها بعض الذكاء، حسبما يقول هانك جريلي، أستاذ القانون وعلم الوراثة بجامعة ستانفورد المتخصصة في القضايا الأخلاقية المرتبطة بتقدم العلوم البيولوجية، لموقع لايف ساينس، وحتى ذلك الحين ليس لدينا سوى معرفة محدودة للغاية بما يولد الوعي أو الذكاء في أدمغتنا.
إن عدد الخلايا العصبية المتصلة معًا لا تمثِّل شيئًا ذكيًا. لو تراكمت مليون قطعة من الحجر المقطوع، فلن تشكل معًا الهرم الأكبر؛ ربما تشكل فقط كومة من الأحجار المقطوعة. السر يكمن في الهندسة المعمارية، وقال جريلي: “إنها الروابط، وبيئة خلايا الدماغ هي التي تخلق دماغًا فعليًا”.