انتشرت في الأونة الأخيرة الصالونات الثقافية في مصر وبعض الدول العربية مما أثار فضولي للبحث عن أصل الصالون الثقافي ودورة في المجتمع وهل يؤثر فعليا في نشر الثقافة وانتعاشها ومنح فرص لبعض الفنانين والشباب لممارسة هواياتهم ومتنفس لابداعتهم الثقافيه والفنية
اولا / مااهو الصالون الثقافي …..؟
الصالون كلمة ذات أصل لاتيني (salon) وتعني عموما المكان الذي يستقبل فيه أهل البيت زوارهم. أما الصالون الثقافي أو الأدبي فهو فضاء يخصّص لمجموعة من الأدباء والفنانين وأهل المعرفة والثقافة لأجل النقاش وتبادل المعارف الأدبية والتاريخية والعلمية وغيرها. بغرض مواكبة التطورات الحاصلة ،،، ومناقشة مختلف القضايا التي تهم الفكر والأدب،،، قصد الارتقاء بالمستوى المعرفي للحاضرين،،، وخلق جوّ خصب من الحوار والسّجال المسؤول والمثمر القائم على الحجج والأدلة،،،
لذلك يعد الصالون الثقافي منبعا لنشر الوعي والتنوير، ومأدبة علمية رفيعة المستوى.
ثانيا / ما هو تاريخ واصل الصالونات الثقافية …….؟
هناك اختلاف في تحديد تاريخ الصالونات الثقافية، لكن الثابت أنها ظاهرة قديمة عرفتها الكثير من الحضارات التي توجد عندها آثار لفكرة الصالون الثقافي.
كان لدى (الفراعنة) تجمعات يتم فيها الغناء وإلقاء الشعر.،، وكذلك كان الأمر في الحضارة البابلية.،،،
كما اعتنى ( الإغريق ) بمثل هذه التجمعات الثقافية,,. وعرف العصر الجاهلي ب «سوق عكاظ» التي كان بمثابة منصة ثقافية عند العرب،،، يتم فيها إلقاء الشعر وتبادل الملاحظات النقدية
ومن أوائل الصالونات( العربية) نذكر صالون ستنا سكينة بنت سيدنا الحسين رضي الله عنهما …التي كانت تدير أشهر ملتقى ثقافي،،، إذ كان يجتمع في بيتها بالمدينة المنورة نخبة من علماء وفقهاء ولغويين وشعراء وفصحاء،،، يتحاورون ويتناقشون ويتنافسون في حضرتها، فكانت في بعض الأحيان ترجّح بينهم أو توجّه برؤية نقدية مبنية على أصول الموازنة النقدية.
أما في ( الأندلس) فكان هناك صالون الشاعرة ولادة بنت المستكفي التي كان لها مجلس في قرطبة خلال القرن الحادي عشر الميلادي يحضره الأعيان وأهل الشعر والفن. أما في ( المغرب) فكان للشاعرة حواء بنت تاشفين اللمتونية (ق11م) صالونا أدبيا يجتمع فيه كبار الأدباء والشعراء
يرجّح أن ثقافة الصالونات انتقلت من الأندلس إلى محيطها الأوروبي خاصة إيطاليا وفرنسا. ثم ستعود إلى العالم العربي من جديد دون أن يعني ذلك أن في الأمر تقليدا للغرب، بقدر ما هو حسب البعض
«بضاعتنا رُدَّت إلينا». من أشعر الصالونات الثقافية خلال القرن العشرين نجد صالون مي زيادة الذي انطلق في 24 أبريل 1913م وامتد لمدة عشرين سنة. وقد شكل ملتقى لشخصيات بارزة مثل مصطفى صادق الرافعي، وعباس محمود العقاد. ودارت في هذا الصالون الكثير من السجالات والخصومات النقدية.،،
تلعب الصالونات الثقافية اليوم دورا أساسيا في التعريف بالثقافة والهوية المحلية ليس فقط على صعيد المحافظات والاقاليم ولكن علي صعيد الدولة
ثالثا / ما اهداف الصالون. الثقافي،،؟
تنظيم الصالونات الثقافية يعد اثراء للحركة الفنية والأدبية والثقافية وإظهار المواهب وإيجاد متنفس لها وخصوصا المواهب الشابه و من يجد صعوبة في الوصول للفضائيات أو المؤسسات المختصة لاظهار هذة المواهب وتقديمها للمجتمع واكتشافها ….
دمج المثقفين والفنانين والإعلاميين يؤدي بانتعاش فكري للمجتمع…
دعم اللغة العربية من خلال ورشات في الكتابة والأدباء والكتاب والشعراء و الإعلاميين و دعم حضور المرأة وإظهار دورها المجتمعي والثقافي والفني .
لذلك………
أطالب بتأسيس جمعية تباشر وتشرف علي هذة الصالونات وتدعم المميز منها وتساندها و تكرم القائمين علبها و بالاخص من يقوم بتقديم رسالة ثقافية فنية حقيقية .. وإبعاد ماهو غير ذلك .