قَالَتْ الزَّوجَةُ لِزَوجِهَا الشَّاعِر _ في حَسرَةٍ _ :
في عِيدِ رَأسِ العامِ هذا ، بَلَغتُ الخَمسِينَ مِنْ عُمُري ؛ فَزالَ بَعضُ حُسنِي ، فَكُلُّ عامٍ يَمُرُّ عَلَيَّ يَسلِبُنِي جَمالي ، فَيَلُوحُ عَلَيَّ الشَّيبُ ، وَ تَحفِرُ الأَعوامُ الأَخادِيدَ في خَدَّي ، وَ تَبدُو الغُضُونُ وَ التَّجاعِيدُ على وَجهِي !
فَأَنشَدَها :
يا بَهجَةَ النَّفسِ : يا مَنْ فِيكِ تَرتَادُ
عَينِي ؛ فَيُبهِرُها سِحرٌ وَ إِسعادُ
يا رَوضَةً مِن رِياضِ الخُلْدِ يانِعَةً
فَأَنتِ كُلُّكِ أَزهارٌ وَ أَورادُ !
يَبقَى جَمالُكِ، عِندِيْ، خالِدًا أَبَدًا
فَلَن يَزُولَ جَمالٌ مِنكِ وَقَّادُ !
لا تُنقِصُ الحُسنَ أَعوامٌ تَمُرُّ بِنَا
فَالحُسْنُ فِي كُلِّ عامٍ فِيكِ يَزدادُ !