مابين ركام الماضي واستفتاء بقايا أمنيات جلست…
لم تكن ترغب في أشياء كثيرة في هذه الحياة… كانت تعشق تفاصيل صغيرة…زخات مطر تغسل الدموع المتحجرة في ظل الكوابيس التي تريد أن تخرج منها…!
المطر كان بالنسبة لها ميلاد إحساس رائع في بلدتها الصغيرة
كان يمتزج برائحة الأرض… رائحة التراب كانت عطرها المفضل…بين رحابة السماء والتربة المنداة كانت تولد رفرفة أحلام صغيرة…
أحلام بأن الحياة جميلة…!!!
واليوم لم يعد للمطر ذلك المغزى…المطر يوحي بالسرعة…خطواتها كانت تريد أن تخذلها في أحيان كثيرة…
ولكن ليس لها خيار إلا أن تسرع وتنسى ارتباك أفكارها…
المطر اليوم ينقلها إلى عالم غريب بين ذاكرة الطبيعة الندية وبين إمساك مظلتها التي تروادها الريح…
والمعطف يتنرنح بكل أنواع الشتاء الغريبة…!!!
يا ربي أين هي بوابة النسيان…!!!
أريد أن أدق على أبوابها الموصدة… أن أفتح نوافذها… وأعلم روحي أن تصاحب جدارنها… أن تفهم أن الوقت لا يرحم…
وأن دموع الشتاء يمكن أن ترحل اذا تعلمت أن تدخلها إلى بوابة النسيان…
وأن يكون للمطر موسيقى جديدة تغسل كل النوتات الحزينة…
وتجعل لشمسيتها لون الصمود والحب والقوة بدل الخوف من كل شيء…