أقولُ لنفسي
وقد كنتُ
أؤنسُها بالسكوتْ
أقولُ لها
إنّ كلَّ غِراسٍ
سقيناه بالدمعِ
مهما بدا مُجهَداً
لن يموتْ
وتلك التراتيلُ
لا تحسبي أنَّها صوَّحتْ
فهي لمّا تزلْ
في هديلِ اليمامِ
وفي أنّةِ الناي
في ضحكاتِ القُرى
والبيوتْ
أقولُ لنفسي
النجاةُ التباسٌ
كتابوتِ طفلٍ
على اليمِ
تُلقيه سيدةٌ وتفوتْ
كقلبِ نبيٍ
وحيدٍ سقيمٍ
يُسبِّحُ في بطنِ حوتْ
أقول لها سوف ننجو
فطوبى
لفُلكِ الأناشيدِ
يمخرُ
موجَ التباريحِ والجبروت
أقول لنفسي
اليقينُ انتظارٌ
لمن غابَ دهراً
قميصٌ على وجهِ شيخٍ صَمُوتْ
فقومي معي
كي نعُدَّ النجومَ
ونُحصي الحصى
فالسكونُ مَقيتْ
أقولُ لها
إن هذي الحياةَ
كما خبَّرتني القناديلُ
أرجوحةٌ
علّقتَهَا المقاديرُ
بينَ الخُفوتِ
وبينَ الخُفوتْ
وأنّا
ضيوفٌ على الأرضِ
-مهما ظننّا-
ضعافٌ
وأوهنُ مما بَنَتْ عنكبوتْ!