كتب – عادل ابراهيم
تحت رعاية الشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمؤسسة حمدان بن راشد للعلوم الطبية والتربوية، اختتمت أعمال الملتقى الهندسي الخليجي الخامس والعشرين الذي استمر على مدار يومين بنجاح كبيرفي فندق انتركونتيننتال دبي. وشهد الحدث سلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشات المتخصصة المستفيضة إضافة الى انعقاد المعرض المرافق له.
استقطب الملتقى الذي نظمته جمعية المهندسين في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الاتحاد الهندسي الخليجي، تحت شعار “هندسة ذكية لغدمستدام” أكثر من 800 مشارك،منقادة الصناعة وصناع القرار والأكاديميين والباحثين وخبراء الهندسة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.
وعبر المهندس المهندس عبد الله يوسف آل علي، رئيس جمعية المهندسين في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن فخره وسعادته بالنجاح الباهر الذي حققته فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من الملتقى الهندسي الخليجي، قائلًا: “إن الحديث عنالهندسة الذكية يستدعي بالضرورة الحديث عن مسيرة دولة الإمارات التي تحظى بسجل حافل من الإنجازات في مجال الاستدامة من خلال تبنيها وتنفيذها العديد من المبادرات والاستراتيجيات التي تتخذ من العمل الجماعي نهجاً نحو تحقيق مستقبل مستدام في مختلف المجالات والقطاعات.نجح الملتقى على تعاقب دوراته السابقة في إيجاد منصة مثالية تجمع أصحاب المصلحة، وتسهم في تعزيز المناقشات الهادفة والعمل المشترك وتبادل التجارب والخبرات والأفكار المبتكرة، ما ينعكس على تطور القطاع الهندسي وتحسين جودة حياة المجتمع الخليجي.”
كما توجه بالشكر والتقدير لجميع المشاركين والمتحدثين والجهات الراعية والعارضين على دعمهم الذي لا يقدر بثمن، والذي أسهم بشكل مباشر في نجاح الملتقى هذا العام.
شهد الملتقى على مدار يومين تقديم كلمات رئيسية من شخصيات بارزة في الصناعة، وتكريم رواد العمل الهندسي الخليجي، ورؤسـاء الهيئات الهندسـية، والفائزيــن بجوائــز الملتقــى الهندســي الخليجــي الخامــسوالعشــرين للمشاريع، إلى جانب الرعاة وأعضاء اللجنة العليا المنظمة واللجنة العلمية. بالإضافة إلى العروض التقديمية الثاقبة والحلقات النقاشية.
كما تم توقيعمذكرة تفاهم بين لجنة المهندسات التابعة لجمعية المهندسين في دولة الإمارات العربية المتحدة وجمعية مهندسات سعوديات– الهيئة السعودية للمهندسين، لتعزيز سبل التعاون والعمل المشترك وتبادل المعارف والخبرات التي تسهم في تطوير العمل الهندسي.
وناقش الملتقى في يومه الثاني محوري الأنظمة الذاتية والروبوتات، والأمن السيبراني في النظم الهندسية، من خلال كلمة رئيسة للدكتور عبد الله الزرعوني، جامعة روتشستر للتكنولوجيا دبي،استعرض من خلالها تجربة الإمارات نحو الصفرية في الانبعاثات: المبادرات والمشاريع واستخدام التكنولوجيا.
وتطرقت الدكتورة هدى الخزيمي،جامعة نيويورك أبوظبي، إلى تأثير التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وسلسلة الكتل والحوسبة الكمومية على الأمن السيبراني. كما سلطت الضوء على إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض الأحيان لشن هجمات معقدة.
كما ألقى الدكتور عادل عبد المنعم، الخبير الدولي في أمن المعلومات، كلمة رئيسة شاملة حول الأمن السيبراني في النظم الهندسية، وسلط الضوء على الاستراتيجيات والتدابير الحاسمة لحماية البنى التحتية التكنولوجية وشدد على أهمية اليقظة في مواجهة التهديدات السيبرانية المتطورة.
وأدار المهندس رشاد بوخش رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى جلسة حوارية تحت عنوان “تحليل البيانات”، شارك فيها كل من مروان السويدي وحسن المازمي من دائرة الإسكان – حكومة الشارقة، وعبد العزيز المطيري من المملكة العربية السعودية وميرباتي تشاندراساري من بلدية دبي. وتناولت الجلسة أهم العوامل المسببة لتأخير مشاريع البناء، واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لتقييم تأثير التغير المناخي، إلى جانب استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية المتقدمة لرسم خرائط المناطق المعرضة للفيضانات.
وقدمت شركة داتافلو إحدى الرعاة الفضيين للملتقى عرضًا حول تطوير إطاررقميموحدللاستفادةمنأحدثالتقنياتلتبسيطعمليةمعادلةالشهاداتالتعليميةبالكامل،منخلالمنصةآمنةوعالميةتساهمفيتيسيرعمليةمعادلةالشهاداتالتعليمية،وتضعمعيارًامهنيًاموحدًاللمؤهلاتالهندسية.
ومن جانبه عبر خضر الدح مدير عام شركة المقاولات الهندسية إحدى الرعاة الفضيين للملتقى، عن فخره بالشراكة الممتدة مع جمعية المهندسين الإماراتية والتي تعكس الثقة المتبادلة والالتزام المشترك بتطوير الحلول المبتكرة نحو تحقيق التميز الهندسي المستدام.
وضم اليوم الثاني باقة متنوعة من العروض التقديمية منها تأثير التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي على الأمن السيبراني،وحماية مستقبل البنية التحتية والروبوتات والهندسة الحيوية، نهج تخزين الطاقة الشمسية باستخدام الذكاء الاصطناعي، والسوائل النانونية كسوائل نقل الحرارة، وأخيرا دراسة بعنوان تعزيز القدرة على تجاوز الأخطاء في الأنظمة الكهروضوئية المرتبطة بالشبكة.
ولم يقتصر نجاح الملتقى هذا العام على استعراض أحدث التطورات في مجال الهندسة فحسب، بل مهد الطريق أيضًا لجهود تعاونية نحو مستقبل مستدام ومبتكر.