ما من كيان سياسي دولي أو إقليمي ، إلا واعترتة جفوات وعُسرات وعَثَرات، كبلت صهوته الاقتصادية وقيدت صحوته الذاتية… غير أن كثيراً من الدول التي حاكتها ظرفية التقهقر، ولدغتها عبثية التنمر، سرعان ما تمردت على واقعها، ووضعت لذاتيتها مقام صدق في مضامير ومضامين السبق…
ومع كل قفزة في فضاء التقدم النوعي أو الكمي، ثمة شعار عولت عليه كل دولة، وصاحب مسارها ومسيرها ترنماً وتدثراً وانصهاراً…
وجدت ألمانيا ضالتها المغبونة في جوف الحرب العالمية الثانية، في شعار ( مات الميت فليحيا الحي ) ..
وكرست اليابان شعاراً قومياً فولاذياً أبدياً مفاده.. ( إرادة الانتقام من التاريخ وبناء الإنسان…
وأصغت الصين لشعارين واصبين، عزفت بهما على أوتار قيادة العالم ولا زالت…( لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها )…
( ليس المهم أن يكون القط أبيض أو أسود المهم أن يمسك الفأر )..
ولم تجد البرازيل غضاضة في منح ماسح الأحذية لولا داسيلفا كل صلاحيات ، تغدو بدولة البرازيل إلى الطليعة لاتينياً وعالمياً ، بفضل الانصهار الجمعي ، والتوحد الشعبي،،
وخفضَت رواندا جناحها المهيض، إلى شعار رئيسها بول كاغامي عقيب الحرب الأهلية الدامية، ( امسحوا دموعكم بيد وابنوا رواندا باليد الأخرى ) ..
وهذا ما اصطلحت عليه تماهياً، نهضة تركيا وماليزيا وسنغافورة وسيشل وغرب أفريقيا…
هذه الشعارات طفقت في أغصان دول أوروبا وآسيا وأمريكا وأفريقيا، بعد ردح كبير من التصدع الاقتصادي والتجزع الحضاري…
ولم نجد شعاراً ينطلق من أي دولة عربية، نحو التنمية المستدامة، في أي من مناحيها…