قَالُوا أنَىّ يَكُونُ لهُ المُلكُ علينَا، ونَحنُ أحَقُ بالمُلكِ منهُ، ولم يُؤتَ سَعةً مِنَ المَال….
كان هذا هو منطلق بني إسرائيل في تقديرهم لجدارة المُلك والسُلطة والزعَامة، حيازةُ ثروة ووفرة في الزبانية والبطانة….
واقتفى أثر بني إسرائيل بنو العرب، فمبلغ القيادة لديهم لا يُمعيرهُ بسطة العِلم ولا الحكمة ولا الرشادة، وإنما حظوة في المال ووفرة في العشيرة….
وما اختلت مقاليد القيادة في ربوع أمصار العرب، إلا بتوسيد الأمور إلى أراذل البشر وسفهائهم وجُهَالهم…
وما كان شيءٌ أنكى بالمَعِيل من أن يقوده جاهل لا يعرف قبيل من دبير….
فرُبَ وليٌ أخرق أو متعالم متفيهق يعصفان بالأخضر واليابس، جراء جهل مركب في القِيادةِ والفُتيا….
ورُبَ قاض يرتقي منصة الفصل بين الخصوم تستعجم على لسانه سورة الفاتحة، ورُبَ عضو برلماني يتوارى من القوم من تلعثم بيانه،،،
وما تردت الأمة وانكبت في الغمة، وانبطحت على وجهها في الأسفلين، إلا بعلو التوافه وتمكين الجاهلين……..