1
ماذا لو اعتزلت الكتابة
وكففت عن التنزه بين حدائق اللغة
وطويت مظلتي فوق شواطىء الأبجدية
وغادرت نهر البلاغة
عابرة جسور القصائد
الى مدن السكون
وعلى متن صمتي أقمت خيامي
وغرست وتدي
ماذا إذا أغلقت الدفاتر على صرخة تعجب
وتركت غبار استفهام..
يتراكم فوق جٌدر الدقائق
بينما الساعات تمتشق الذهول
وتتساءل..
عن زهرة حلم غادرت الحكايا !!
2
في قلبي ركن تأوي إليه كل نبضة
لم يحتويها قلبك
ولم تتشربها روحك
ونبضة إثر نبضة
غدت تلا من أنين
وأفقا من سهاد
ومدى غير واضح المعالم
في قلبي شعب من النبضات..
ثائرا محزونا
يناشد الفرار
فلا أنت لي وطن
ولا فضاء يتسع لروحي المتعبة
وحيدة أنا
بينما أنت في الجوار
لست تدري
3
على طرف غيمة
أرسلت له غيابي
وبعض شذرات من قصائد الريح
وفي قبض الليل
علقت آخر الذكريات
والمدى سفر
وفي رحاب اللا إياب
سيقيم مراسم الشرود
بعض الطيوف..
.. ولوعة النداء
سينزع الروح ويلقمها أفواه فقد ضارية
على طرف غيمة
علقت ظلي..
وبين الحنايا
مازلتَ سري !!
4
هذا الحنين ينهشني
يغرز أنيابه الحادة.. فتسيل لهفتي
وفي الروح تزأر وحوش الشوق
تمارس جنونها على حرير شغفي
وأنا..
.. تلك المنهوبة مني
قربان لسعار ليل_
_لا يكف عن النداء
وحدي..
ودبيب فقد لا يهدأ
وكلاليب الصمت تعلقني
كذبيح في معبد وثني
أتراني أنجو من لفح
يسلمني للغرق
والعمق سحيق
والشط بعيد يتواري
ونوارس قلبك تتحلقني
فأنّى أفر !!
5
كأنه الأبد يرقد بيننا
لا وقت يمر
لا درب يلوح
كأنه الغرق يحول بيني وبينك
ولا جسر تشيده الأمنيات
والمتاهة تتنزه فوق أسوار النداء
ويمضى العمر..
.. ولا لقاء !!