البس عباءة الجمال يا شعري
واجمع رحيق الأزهار كالنحل
واسبح بنثرياتك، واعرف الألحان قاطبة، سمفونية
وانشد للجزائر أجمل أغنية
تغزل بها، واجعلها قصيدة العمر
ولون سماء أوراقك بلون علمها
مع كل نبضة يذكر اسمها
كن عشيقا للوطن
لا غيره …
يا قصيدتي… انزعي رداءك
وانس
من هجر وبعد
وتعرَّي كشجرة الخريف
ليسقط كالورق
على أرض النسيان، ويذهب في مهب
الرياح
ثورة الحضور تنتصر، وعند الغياب
كل الحروب تخسر
سهام الهجر قاتلة… والقتل في ديننا محرم
ودية القاتل الصوم
وبالحب ديته النفي من تفاصيل العمر
الرحيل بلا عودة
كن يا قصيدتي واعية واقعية
أكسري قيد التبعية
واعلن أن القلب لم تعد طيوره تقتات
على الألم…
وما أصبح يبكي الأطلال.
يعتريني الصمت الباهت
ويقتلني السكوت المعلن
من شروق الشمس حتى مغيبها.
ما عاد عزف النايات يعنيني
حتى صوت الكمان لم يعد يبكيني.
قسوة الأيام علمتني من يترك
دربك، ارميه بجب النسان.
وبعد أفكارك، لا تجعليها سيارة
ليبقى غياهب الجب الحاكمة.
يا قصيدتي، يا أنا، لا تشبهيني،
كوني غيري، فأنا لم أعد فراشة
تتبع النور،
فالظلام سكن الأفق، والحدائق غطاها
جليد وصقيع الامبالات،
وذبلت الورود، فالفصول كلها شتاء.
ترهقني حروفي وهي لا تطاوع أفكاري،
وتقف الند معي لتكتب أحاسيس
مرهفة بزمن الخذلان،
والقسوة أشواكًا في حلق الحياة.