بينما تخطط وكالات الفضاء لإرسال بعثات مأهولة للمريخ، تأمل وكالة ناسا أن تطأ أقدام البشر الكوكب الأحمر في ثلاثينيات القرن الحالي، ويحذر العلماء من أن رواد الفضاء قد يمثلون خطرًا على هذه المهام. وربما يعيش هذا الخطر داخل أجسادهم.
ويشير بحث جديد باستخدام محاكاة ظروف المريخ -مثل نقص المياه، وزيادة الأشعة فوق البنفسجية والتعرض للأملاح السامة -إلى أن أربع سلالات من البكتيريا الموجودة في أمعاء البشر قد لا تعيش فقط في تربة المريخ، ولكنها تزدهر أيضًا في الظروف المناسبة.
وهذه البكتيريا لديها يمكنها إصابة البشر باالتهابات خطيرة بالجهاز التنفسي وهي نوع مقاوم للمضادات الحيوية.
وقال توماسو زكريا، عضو فريق البحث بمركز الفضاء الألماني، لموقع Space.com: “أجرينا أبحاثًا على أربعة أنواع بكتيرية، مرتبطة بالبشر وتمكنا من إثبات أن بإمكانها البقاء على قيد الحياة، في ظروف معينة على المريخ، أو في ظروف الجفاف والتعرض للأشعة فوق البنفسجية وفي الغلاف الجوي للمريخ.”
فوجئ الباحثون ببقاء البكتيريا على قيد الحياة. لم يتوقعوا أن تتكيف البكتيريا مع التربة المريخية السامة، والتي تمت محاكاتها على الأرض.
ووجد الفريق أن البكتيريا لا يمكنها البقاء على قيد الحياة لعدة أيام فقط، تزدهر، تحت ظروف معينة، في تربة المريخ. وتضمنت هذه الظروف الوصول للماء السائل والوقاية من الأشعة فوق البنفسجية، وهي الظروف التي يجب أن توفرها المحطات البشرية على المريخ للحفاظ على حياة رواد الفضاء.
وأضاف: هذا يعني أنه يجب اتخاذ احتياطات طبية، مثل حمل مضادات حيوية إضافية، لحماية الرواد من مخاطر البكتيرية القادمة من الأرض.
وقال زكريا: “من المهم للغاية حماية المريخ، وأن تأخذ البعثات في الاعتبار هذه الأنواع من البكتيريا”. “لا نريد تلويث المريخ بالبكتيريا المرتبطة بالبشر.”
حاليًا، تستكشف مركبات ناسا الفضائية كوريوسيتي والمثابرة قيعان البحيرات القديمة والجافة بالمريخ للبحث عن علامات قد تشير إلى وجود الحياة البسيطة، مثل البكتيريا، في الكوكب القاحل حاليًا.
لكن البحث يرى أنه إذا استكشف البشر مناطق مثل هذه شخصيًا، فقد يحملون معهم بكتيريا غير مرغوب فيها وربما يسببون تلوث الكوكب الأحمر. ويمكن أن تحدث تحولات جينية لهذه البكتيريا في المريخ، فيصعب تحديد أنها جاءت من الأرض. وقد يؤدي هذا لصعوبة تحديد ما إذا كانت البكتيريا المكتشفة على المريخ قد نشأت عليه أم انتقلت في أمعائنا من الأرض.
وقال زكريا: “إذا كان هناك بعض الاهتمام بوجود الحياة في موقع محدد على المريخ، فربما ينبغي السماح فقط للبعثات الآلية المعقمة والأقل احتواءً للبكتيريا البشرية بالذهاب إلى هناك”.
“ومن المهم تقييم أنواع أخرى من البكتيريا المرتبطة بالإنسان، والتي لا تسبب المرض بالضرورة، ولكن يمكن نقلها إلى المريخ إما على الجلد أو داخل جسم الإنسان”